إضافيون لا أكثر – شعر: سلمى فايد

إضافيون لا أكثر – شعر: سلمى فايد

سلمى فايد شاعرة فصحى من مصر، تخرجت من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية وآدابها عام 2006 حصلت على جائزة الدولة عن التحدث بالفصحى والإلقاء، وصدر لها ديوان ميلاد الأوركيد.

 في هذه القصيدة تحكي فيها الشاعرة سلمى فايد حال الزائدين على الحياة، الذين لم يفكّروا يوماً أن يعيشوا حياةً مختلفة، “إضافيّون” لأنهم ولدوا وعاشوا وماتوا دون أن يضيفوا شيئاً على الحياة.

* * *

إضافيّونَ لا أكثر

رماديّون كالإغماءِ

لا موتٌ  ولا صحوٌ

كغيبٍ كامنٍ يأتي

من الماضي إلى الماضي ولا يحضرْ

يرُصونَ السيوف،  الحدوةَ الذهبيةَ، الفيزا لهولندا،

وشيئاً طارداً للعينِ في خلفيةِ التصويرِ كي يُستكملَ المنظرْ

وفوقَ البابِ ملصوقٌ شريطٌ فستقيُّ اللونِ،

لافتة عليها اسمٌ رباعيٌّ وعنوانٌ،

وتاريخٌ من القرن
الذي أدبر

إضافيون .. كالتعريفِ بالإنسانِ في درسِ البايولوجيا

كشرحٍ تحت تصويرٍ لرافائيلَ،

كالألوانِ في الأعلامِ،

أو شعرٍ هجا أو جاملَ الدنيا

إضافيون مخصومونَ من تنقيحِ يومياتِ موجودٍ،

ومنسيونَ من توصيفِ مخلوقٍ له منطقْ

ضبابيونَ .. كالأثقالِ في ذيلِ المسا  تهوي

إلى أرشيفِ ما ولَّى

إذا ما ضوءهُ أشرقْ

ضبابيون مفقودون بين الصلبِ والأزرقْ

إضافيون يرتادون مقهىً شاغراً في طرف سور الوقتْ

فيشتاقون إن غنى فتىً لحناً رومانسياً،

ويرتاحون من أوجاعهِ فوراً  إذا أخفى غناهُ الصمتْ

يصبّون النقودَ، العمرَ، والأحلامَ في حصالةٍ

حتى يعدّوها ويختالوا إذا لاحت عيونُ الموتْ

تماثيلٌ بلا نحتٍ،

قناديلٌ بلا زيتٍ

وتجوالٌ أدام الحظرْ

كما شوكٍ على صبارةٍ في صوبةٍ،

أو موجةٍ في جرّةٍ،

أو عقربٍ 
في ساعةٍ مكسورةٍ 
يهتزُّ حول الصفرْ

حياديونَ .. يعتادون ما يحلو لدنياهم،

يطولُ الليلُ في إبريلَ نغفو مدّةً أكبر،

يطولُ الصبحُ في مايو سيغدو نومنا أبكرْ

وسيناءٌ ككالهاري ،

كوادي الموتِ لا فرقٌ،

فلون الرملِ لا يبدو سوى أصفرْ

كأحمالٍ على أكتافِ هذي الأرضَ،

حشوٍ في أغانيها

يمينٍ للفتى الأعسرْ

كخمرٍ فاسدٍ، مرٍّ ولا يُسكرْ

على أسمائهم ظلٌّ  ليغدو حذفهم أيسرْ

إضافيون

محذوفون

منسيوّن

لا أكثرْ

 

* * *

صالون ميس الأدبي

 

 

هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات