هجين” شيماء صبحي.. خطاب أنثوي يتخطى حدود التصنيف الإنساني

هجين” شيماء صبحي.. خطاب أنثوي يتخطى حدود التصنيف الإنساني

حين تعبر المرأة عن الأنثى تذهب إلى الولوج لمناطق لا يخبرها غيرها، فهي بحسها الأنثوي تسبر أغوار مثيلتها وتصور ما يجول بنفسها ويؤرقها، ولوحة تشكيلية كفيلة أن تنطق المرأة وإن لم تبح بلسانها، فالفرشاة والألوان لسان حالها تحمل من الرسائل الأنثوية الصريحة الكثير والكثير.

وتجربة الفنانة الشابة شيماء صبحي في معرضها الأخير”هجين” رؤية تصويرية رائعة وجديدة تفضي من خلال رمزية شديدة بالكثير عن أحوال النساء وصراعاتهن داخل المجتمعات الشرقية وهي لغة جريئة قلما يلجأ إليها التشكيليات في منطقتنا.

والمعرض الذي افتتح مؤخرا بقاعة جاليري مصر، يعد أول معارض صبحي الفردية بعد تجارب بصالون الشباب، كما تقرر صاحبته فتقول: يحمل المعرض من زاوية انتقادا للطريقة التي قد يرى بها المجتمع المرأة ويتعامل معها من خلالها من منظور ضيق، ومن زاوية أخرى هو محمل بموروث ثقافي يدفع المتلقي بتأمل شخوصه من خلال وجه بشري معبر عن انفعالات مختلفة، أما الجسد فلحيوان وهو أسلوب متعمد للربط بين الروحين لاتفاقهما في كثير من الصفات، ودمج بين الأسطورة القديمة والجو المعاصر .

ويشمل المعرض عدة لوحات احتلت المرأة فيها دور البطولة مُهجنة كل مرة مع أجساد حيوانية وأبرزها لوحة المرأة القطة، وترسم فيها الفنانة المرأة وكأنها تصرخ، فتذهب إلى ذاكرتك صورة قطة كانت تحاول التحدث إليك بمنتهى الفطرة. ولوحة المرأة الغزالة وهي تنويعة أخرى في غاية الروعة، واللوحات في مجملها تمنح المتلقي الحس الإيروتيكي، لكنه مقيد بتلك الخطوط المتزنة والعارفة أيضًا أين تنتهي، بفطرة الحيوان الخارج من بيئته الأم، ليتعامل مع تلك الطبيعة التي هيأها الإنسان لنفسه.

القطة..

ويقول الفنان محمد طلعت مدير قاعة جاليري مصر: رغم حداثة سن الفنانة، إلا أنك تجد ريشتها محملة بموروث ثقافي وأسطوري، لترسم بمنتهى البساطة حقيقة واعية وعتيقة أيضًا، وربما صادمة، يتجلى ذلك في خوف المرأة الطائر، وغواية المرأة البقرة، وقلب المرأة الأرنب التي تحمله في يمناها. مستطردا: العرض يحمل المُتعة البصرية عبر إبداع أنثوي رائع ومتكامل البناء الفني والجمالي، وقادر على إثارة وجدان وفكر وخيال المُتلقي”.

وعن تجربة المعرض هجين، قال الدكتور ياسر منجي، الفنان والناقد التشكيلي: تكمن أهمية المعرض الراهن في كونه يمثل تطويرا لتجربة الفنانة بوجه عام، جربت من خلالها اللعب على فكرة الشخصيات النسوية نصف العارية نصف المتشحة، وهي فكرة شهدت جدلًا في صفوف بعض المتابعين لتجارب أبناء جيل شيماء.

ومن لا يعرف شيماء صبحي هي فنانة مصرية مواليد 1984 بدبي، حاصلة على بكالوريوس فنون تطبيقية 2007 جامعة 6 أكتوبر، وحاصلة على الماجستير من جامعة مازربورج بألمانيا 2012، وتعمل حاليًا مُعيدة بقسم الجرافيك بكلية الفنون التطبيقية الجامعة الألمانية بالقاهرة.

 

زينب عيسى

هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات