وسام الدويك يبدأ تأريخ السيرة الإبداعية بـ “التياترجي … منير مراد”

وسام الدويك يبدأ تأريخ السيرة الإبداعية بـ “التياترجي … منير مراد”

أصدر المجلس المصري الأعلى للثقافة بالقاهرة كتاب “التياترجي … منير مراد”، للشاعر والباحث المصري “وسام الدويك” والذي يؤرخ من خلاله لحياة وأعمال الفنان متعدد المواهب “منير مراد”.

يتناول الكتاب سيرة حياة وأعمال الفنان متعدد المواهب (منير مراد) وذلك من خلال مقدمة وخمس فصول، ونقرأ في المقدمة تحت عنوان : (تأريخ السيرة … إبداع جديد) طرحا للمشروع الذي يقوم به الباحث لرصد سير المبدعين في كل مجال، ومن أجل التمهيد للولوج إلى محتوى الكتاب كانت هناك مقدمة أخرى حول تاريخ البحث والتنقيب والمشكلات التي واجهت الباحث أثناء تأليف الكتاب في الفترة بين يناير 2008 وديسمبر 2010، والتي جاءت تحت عنوان (في البحث عن “منير مراد”).

أما الفصل الأول من الكتاب فقد خصصه المؤلف لتقديم أحد أهم مطربي مصر في الفترة بين أواخر القرن التاسع عشر وعشرينيات القرن العشرين، وقد جاء الفصل بعنوان (مطرب مصر الأول…”زكي مراد”)

وفي الفصل الثاني الذي كان عنوانه (ماحدش شاف … .. “منير مراد”) الذي استلهمه المؤلف من الاستعراض الشهير لبطل الكتاب، فقد تم خلاله رصد حياة (منير مراد) الاجتماعية ورحلة كفاحه وكذلك المشكلات العديدة التي تعرض لها، والظلم الشديد الذي حاق به، وكان هذا الفصل بالتحديد محاولة لتقديم صورة موضوعية لحياة الرجل دون الدخول إلى تفاصيل لا تفيد القارئ ولا البحث العلمي.

أما الفصل الثالث فكان حول سينما “منير مراد” وجاء بعنوان : (قرّب قرّب.. خش  اتفرج) في استلهام آخر لإبداعاته، وقد تم خلاله رصد علاقته بالفن السابع، حيث توصل المؤلف خلال الدراسة إلى أن (منير مراد) كان يهدف إلى تقديم “مشروع” فني متكامل خلال حياته، وقد استخدم السينما في ذلك، ولم يكن مجرد ملحن أو مونولوجيست قام بتمثيل بعض الأفلام.

ورأى الدويك بنظرة مدققة إلى أفلامه أن (منير مراد) قد استخدم العناصر التالية:– فنون التياترو (خاصة الاستعراضات).– الكوميديا الخفيفة و (الفودفيل).– الأغنية بكافة أشكالها.وذلك من أجل طرح عدد من الأفكار، منها :– الانتصار للفقراء والبسطاء.– الانتصار للفن وتقديمه باعتباره قيمة إنسانية كبرى.– تعميق الوطنية و تأصيل الوحدة بين طبقات الشعب.

وكان من أهم ما تمت الإشارة إليه في هذا الفصل هو ما أطلق المؤلف عليه اسم: مستويات المحاكاة لدى (منير مراد). كما تمت الإشارة إلى استخدام (منير مراد) للأغنية في أفلامه.وأشير في حواشي هذا الفصل إلى فن (الفودفيل) وإلى قصة (فاوست) و (الأوبرا كوميك) وغيرها.

وفي الفصل الرابع قدم عرضا مبسطا لموسيقى “منير مراد” تحت عنوان (واد أرتيست غنائي ومونولوجيست)، تناول فيه أنواع الموسيقى التي قدمها بطل الكتاب وتحليلا لأغنيتين من أغانيه، ورصدا لأغنياته التي غناها له كل مطربي مصر تقريبا.

وينتهي الكتاب بالفصل الخامس الذي جاء بعنوان (أخبار وحكايات قديمة) والذي رصد من خلاله بعض الأخبار القديمة المتعلقة (بمنير مراد) وكذلك بعض الحكايات الفنية والإنسانية التي ذكرها معاصروه من المؤلفين أمثال (مجدي نجيب) و(محمد حمزة) والمؤرخين والصحفيين، أمثال : (مجدي العمروسي) و (محمد سعيد) وغيرهم.

الجدير بالذكر أن الباحث استخدم مصادر متنوعة بين الكتب والدوريات والصحف والأحاديث الإذاعية والمواقع والمنتديات ذات السمعة الجيدة على الإنترنت، هذا إلى جانب جولاته الميدانية وأحاديثه المتعددة مع بعض المصادر، ويذكر أن عدد المصادر جاء كالتالي: 15 كتابا ، 40 صحيفة وحديثا إذاعيا، 11 موقعا إليكترونيا.

ويأتي كتاب “التياترجي” ضمن مشروع بحثي ضخم بعنوان “تأريخ السيرة” يقدم المؤلف من خلاله سير وأعمال مبدعين من مختلف المجالات والبلدان والإبداعات، حيث صدر له “كافافي … الشاعر والمدينة” عام 2006 عن سيرة وأعمال الشاعر اليوناني الأصل “قسطنطين كافافي” الذي وعاش بمدينة الإسكندرية.

“التياترجي” والذي قدم له الكاتب الكبير “محفوظ عبد الرحمن”، يقع في مئتي صفحة من القطع المتوسط، وبه ملحق خاص بالصور في نهاية الكتاب.

الجدير بالذكر أن “وسام الدويك” شاعر وإعلامي ومصور فوتوغرافي، صدر له “يرجع العاديون مكبلين بالياسمين” 1999 و”الخروج في النهار” 2002، و”الشرفات” 2009، و”أبيض وأسود” 2011.

هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات