الإيجابية والارتيادية .. شرطان للنجاح

الإيجابية والارتيادية .. شرطان للنجاح

الايجابية هي النظرة التفاؤلية تجاه الأفكار الحسنة والتعامل معها بروح بناءة وعقلية وثابة  إنها مَلَكة نفسية تمكن من اقتناص الفرص السانحة , وترجمتها إلى قصة نجاح , وهي أيضا مهارة تُكتسب – في سياق التطوير الذاتي – وتُنمى بوسائل عدة , بالروح المتفائلة , والمعرفة المثمرة والذهن الوقاد والعقل الفعال , وهذه كلها ربما صلحت سببا ونتيجة في عملية تطوير الذات ,أي ينطبق عليها قانون ” العلية الدائرية “.

 إن الايجابية ضرورة حياتية , لمن أراد سعادة العيش , و هي مهارة من الأهمية بمكان الاتصاف بها , لأنها أحد شروط النجاح وركن ركين في بناء التوازن النفسي , إنها نقيض السلبية و ضد التثبيط والتوهين والتعجيز. إنها العطاء ونفحات الروح السخية وتجليات الفؤاد الشجاع المستمد رباطة الجأش من التوكل على مدبر الأمور ومصرف الحوادث جل وعلا .

 الإيجابية أن تنظر إلى الحياة بإشراق , وتتنفس التفاؤل وأن تمسك بناصية الأمل , وتمتطي الطموح , زادك همة سامية ونفس أبية وواقعية أخلاقية تهندس الأحلام على أرض الممكن لتقيم النجاح على خارطة المتاح . ولابد للإيجابية من تخطيط دقيق ونظام محدد وتفكير يأخذ في الاعتبار المدى الطويل (التفكير الاستراتيجي = المعرب بلفظة : الارتيادي ), وذلك حتى لا تتبعثر الجهود ويضيع التعب والنصب سدى وتذهب بذور المشاريع أدراج رياح الفشل .

 ومن أسس التخطيط وإدارة البرامج الناجحة تقسيم خطط تسيير العمل إلى خطط قصيرة , ومتوسطة , وطويلة المدى , والقسم الأخير هو ما يمثل التخطيط الاستراتيجي ولا بد فيه من مراعاة التكيف مع المستجدات وتعديل طرق الإدارة وعدم الجمود على خط معين – مع اعتبار الإطار العام الحاكم للبرنامج : الثوابت -, وذلك من أجل الاستفادة المثلى من المتغيرات الحاصلة في بيئة العمل , والمحيط المعيشي وهو ما يطلق عليه ( إدارة التغيير ) . إنه لا مناص للخطط الطويلة المدى من مهارة إدارة المتغيرات , وتجيير الطواريء لمصلحة المشاريع.

إن الإيجابية الفكرية والنفسية التفاؤلية والارتيادية بكل حمولات هذه المفردة الأخيرة التي تزدهي بمعاني القيادة والريادة , هذه الركائز الشخصية من شرائط النجاح والارتقاء للأفراد والمجتمعات ، وباجتماع الإيجابية والارتيادية يتكامل شرطا النجاح لأي مشروع ، فالأولى تمثل التصور النفسي ، والثانية تمثل التصور الذهني ، وحين تشرق الروح و تتوازن النفس , ويصفو الذهن ويصقل العقل تتضح خريطة النجاح ويستبين درب الفلاح .

إبراهيم يوسف القرعاني

هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات