“حلم بلاستيك ” كوميديا سوداء  تستعرض آمال لم تتحقق لشباب الثورة

“حلم بلاستيك ” كوميديا سوداء تستعرض آمال لم تتحقق لشباب الثورة

الثورات حلم المستضعفين في الأرض وهدف يرمي إليه كل من عاني الظلم والقهر، وحين تنطلق الشرارة لاتنطفئ جذوتها إلا بعد تحقيق الطموحات والآمال التي تصبو إليها الشعوب، بيد أن الثورات  في العالم لم تؤت ثمارها بين ليلية وضحاها بل استغرقت سنوات وسنوات لتحقق حلم العدالة والديمقراطية والحرية كأسمى ما تصبو إليه هذه الشعوب.

لكن الشباب بطبيعته يتعجل النتائج  فما يكاد يشارك في ثورة أو انتفاضة إلا وطلب الحصاد الفوري وهذا أمر مستحيل حدوثه وفق عبر ودروس  التاريخ ،ومن ثم تتحول أحلامه إلي دخان وسراب، وآماله إلي  أحلام بلاستيكية هشة في ظل واقع يدعو أحيانا  إلي البكاء والضحك معا..تلك الرؤية جسدها المؤلف والمخرج الشاب شادي الدالي في مسرحية “حلم بلاستيك “وهو نتاج ورشة ارتجال لفرقة اتيلية المسرح التابعة لكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، وتعرض حاليا علي مسرح الطليعة بالقاهرة باستضافة البيت الفني للمسرح .

والعرض تأليف وبطولة وتنفيذ مجموعة من شباب المسرح المصري الواعدين  منهم سمر جلال ، احمد يحيى،راندا عصام ، محمد مسعد ، محمود سامى ،وئام عصام، رنا حمدي، ربا شريف، شهاب يونس،هند الشيمى ،تصميم ازياء وديكور: سمر جلال ، محمود سامى ، رندا عصام، محمد مسعد ، وئام عصام، موسيقى امير رسمى ، مروان فوزى ، تلحين الاغانى امير صلاح الدين، وتأليف ضياء الرحمن، احمد حسين، تصميم اضاءة محمد مسعد، محمود سامى ، راندا عصام، مساعد مخرج اسماء ابو اليزيد،  كتابة مسرحية واخراج شادى الدالى.

يناقش العرض الذي ينتمي إلي  فن المسرح التجريبي أفكارًا عن الحرية والسعادة، ويطرح من خلال مشاهد منفصلة قصة معاناة جيل تمسك بأحلام كبيرة في ظل ظروف طاحنة وكان له أكبر الأمل في حلم الثورة والتغيير ولكن الواقع كان مختلفا وبه من العبث ما يستدعي اليأس والضحك في نفس الوقت.

العرض مدته ستون دقيقة من الكوميديا السوداء التي تطرح رؤية مجموعة العمل والمخرج في جو فانتازي وبسيط علي مستوى الشكل “السينوغرافيا”، يعتبر العمل هو الحلقة الرابعة من تجارب المخرج والكاتب ومدرب التمثيل شادي الدالي مع فريق أتيلييه المسرح الصغير الذي أسسه عام 2010.

المخرج محمد دسوقي، مدير فرقة مسرح الطليعة التابعة للبيت الفني للمسرح، قال ل”عشرينات” قدم العرض ضمن إطار خطة الفرقة لاستضافة عروض المسرح الجامعي والمستقل وفرق الشباب الهواة  تحفيزًا للشباب المشارك في هذه العروض ومنحهم فرص عرض أفضل على مسرح الدولة.مشيرا إلي ان هذا النوع من العروض تحدث نوعا من الانتعاشة في المسرح وهي تنتمي إلي المسرح الجاد الذي لايخلو من البسمة مع تحفيز عقل المتفرج علي التفكير، وهذا ما نأمله في الفترة القادمة حتى يعود للمسرح المصري رونقه وحيويته من خلال هؤلاء الشباب المبدعين.

ومن جانبه قال مخرج العرض  الفنان شادي الدالي : المسرحية تستعرض أحلام شباب  ثورة يناير التي ضاعت تحت أقدام القافزين عليها وأصحاب المصالح والصراعات السياسية ، مشيرا إلي أن تسمية العرض ب”حلم بلاستيك ” نبعت من  الواقع الذي يعيشه الشباب من الجيل الحالي الذي آمن بأن لثورة ستحقق ما يصبو إليه وتكون بمثابة الانطلاقة لكل أحلامه التي ستتحول إلى واقع ملموس ، وهو ما لم يحدث رغم مرور أكثر من عامين على الثورة التي لحقتها ثورة أخرى، ولذلك سميت المسرحية باسم “حلم بلاستيك”.

ويضيف: طريقة العمل علي المسرحية  تعد حديثة وغير مطروقة في مصر من قبل من خلال الورشة المسرحية التي استمرت لأكثر من شهرين لإعداد العرض الذي قدم  للمرة الأولى على مسرح “هايمتهافن” في العاصمة الألمانية برلين في يونيو2013 ولاقى نجاحا كبيراً  حسب شهادة الجمهور الألماني والصحافة الألمانية – ويعود ذلك  في اعتقادي الي انه  تخطي مناقشة هموم المجتمع المصري بل تعداها ليتناول في إطار كوميدي تجريبي هموم الإنسان في العصر الحالي بكل مخاوفه.

وحول بداياته قال الدالي ل”عشرينات” تخرجت في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 2000، ثم حصلت على دبلومه الدراسات العليا في النقد الفني من أكاديمية الفنون بالقاهرة عام 2003، وحصلت على منحة دراسية قصيرة في مدرسة المسرح بجامعة أمستردام بهولندا عام 2005، ثم عملت كممثل بمصر في العديد من المسرحيات بدءًا من فرق الهواة ومسرح الجامعة ثم فرق مسرح الدولة وفرق المسرح المستقل.

وحول أهم أعماله قال: حازت مسرحية “الفاشلون” علي  المركز الأول في مهرجان الجامعة 2010، “أوبريت الدرافيل” حاز المركز الأول من نفس المهرجان 2011، وفازت مسرحية “ضحك السنين”  بالمركز الأول فى مهرجان المسرح الكبير 2012، كما قدمت “صنع في الصين” عن نص “توراندوت” لبريخت 2013، “حالة طوارئ”، “الحالة صفر”.

وعن عمله كممثل في العديد من الأدوار قال:  شاركت في بطولة عروض مسرحية مختلفة من إنتاج فرق مسرح الدولة منها “رجل القلعة” للمخرج ناصر عبد المنعم، “تحب تشوف مأساة” للمخرج خالد جلال، “ولد و بنت وحاجات” للمخرج هاني عفيفي، كما شارك في بطولة عرض “بلدتنا” على مسرح الهناجر للمخرج الأمريكي سيث جوردون، كما شاركت بالتمثيل في فيلم “29 فبراير”، “الحيوان”، “الصرخة”، “يوم آخر” كما شاركت في  مسلسل “فرح ليلي” بطولة الفنانة ليلي علوي الذي عرض في رمضان الماضي.

هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات