واقع الصحافة الإستقصائية في الوطن العربي

واقع الصحافة الإستقصائية في الوطن العربي

أجمع أكاديميون وإعلاميون على أهمية تطوير فن الصحافة الاستقصائية في البلدان العربية مستعرضين أهم التحديات والعوائق التي تعترض هذا النوع من الصحافة.

جاء ذلك خلال المنتدى الإعلامي السادس الذي نظمه اليوم قسم الإعلام التابع لكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر بحضور نخبة من المتخصصين والأكاديميين والإعلاميين والطلبة.

ونوه المتحدثون باختيار الصحافة الاستقصائية عنوانا للمنتدى في نسخته السادسة نظرا لأهمية هذا الفن الصحفي الذي يكاد يكون غائبا عن وسائل الإعلام في العالم العربي كما أشاروا في مداخلاتهم.

وركز المنتدى على محاور عدة منها تأثير المجتمع على الصحافة الاستقصائية وعلاقة هذا الفن الصحفي بالديمقراطية ومعوقاتها ومشاكلها.

كما تطرق المنتدى إلى محور بعنوان “الصحافة الاستقصائية بين عيوب الإعداد المهني للصحفيين وغياب ثقافة الاستقصاء في المؤسسات الإعلامية”، إلى جانب عرض تجارب وشهادات حول الصحافة الاستقصائية.

وقالت الدكتورة فاطمة السويدي العميد المساعد للتواصل وعلاقات المجتمع بكلية الآداب والعلوم إن موضوع المنتدى يكتسب أهمية خاصة في عصر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي “التي أصبح المواطن أمامها عاجزا عن فهم القضايا المحيطة به لا من قلة المعلومات بل من كثرتها وتضاربها حتى أصبح عاجزا عن فك رموز رسائلها الإعلامية التي يتلقاها وبكثافة عالية”.

وأضافت أن المنتدى يناقش قضية تعد من أهم قضايا الساعة وهي الصحافة الاستقصائية ومدى التميز في الممارسة الإعلامية والارتقاء بمستواها العلمي والقيمي والمهني الذي أصبح حاجة ملحة لخدمة القضايا الوطنية والإنمائية للمجتمع.

وأشارت في كلمتها الافتتاحية للمنتدى إلى أن أهمية الإعلام تكمن في قدرته على التأثير الصحيح في الرأي العام، مؤكدة على ضرورة إعداد الكوادر الإعلامية المتميزة التي ترتقي بالرسالة الإعلامية وتوظفها التوظيف الصحيح.

الصحافة الاستقصائية التي تعرف بأنها صحافة العمق لعبت دورا في ثورات الربيع العربي تمثل في تسريع عجلة التغيير.

بدوره قال الدكتور نور الدين ميلادي رئيس قسم الإعلام بجامعة قطر إن موضوع الصحافة الاستقصائية من الموضوعات الساخنة في العالم أجمع، مبينا أن المنتدى يأتي في إطار إثارة الحوار حول هذا الموضوع وبيان مدى حضوره في العالم العربي والإسلامي.

ورأى أن الصحافة الاستقصائية التي تحظى باهتمام كبير في العالم المتقدم متواضعة جدا في العالم العربي إن لم تكن منعدمة، مرجعا ذلك إلى عوامل عدة منها قلة الإمكانات المادية في أغلب المؤسسات الإعلامية العربية وضعف الخبرات وعامل الوقت والزمن.

 كما بين الدكتور ميلادي أن الصحافة الاستقصائية التي تعرف بأنها صحافة العمق لعبت دورا في ثورات الربيع العربي تمثل في تسريع عجلة التغيير، مشيرا في السياق ذاته إلى دورها المتميز في محطات تاريخية مهمة في العالم الغربي.

بدوره قال خالد السيد رئيس تحرير جريدة “البنن سولا” إن الصحافة الاستقصائية لم تأخذ مساحتها الحقيقية في العالم العربي رغم المحاولات للنهوض بها، مشيرا إلى أن صعوبة الوصول إلى المعلومة تعد من أهم العوائق التي حالت دون تطور هذا الفن الصحفي.

وركز السيد في حديثه على تأثير المجتمع على الصحافة الاستقصائية وخاصة في منطقة الخليج محددا أهم العوامل المجتمعية المؤثرة في غياب هذا اللون الصحفي مثل العادات والتقاليد والقبيلة والعائلة والوازع الديني “أي الفهم المغلوط لبعض النصوص الدينية”، إلى جانب العوامل الاقتصادية والخلل في التركيبة السكانية وإسناد مهمة الرقابة على الفساد للحكومة فقط دون إشراك منظمات المجتمع المدني.

وأكد خالد السيد أنه خلال مسيرته الصحفية لم يجد أي تحفظ من الحكومة حول نشر بعض الموضوعات لكنه أشار إلى التحفظ المجتمعي.. وقال “مجتمعاتنا محافظة وهناك موضوعات لا يستطيع أحد التطرق إليها”.

جهود من أجل تطوير فن الصحافة الاستقصائية في العالم العربي ليؤدي دوره الرقابي وتعزيز الشفافية

إلى ذلك قال الإعلامي حفيظ دراجي “من قناة الجزيرة” خلال حديثه عن علاقة الصحافة الاستقصائية بالديمقراطية إن هذا الفن الصحفي يكاد يكون منعدما في العالم العربي “وإن وجد في بعض الأحيان فأسبابه ظرفية”.

وأضاف أن هناك شروطا موضوعية لازدهار الصحافة الاستقصائية أهمها المناخ السياسي وما يتصل به من ديمقراطية حقيقية وحريات فضلا عن القوانين والتشريعات لضمان الحقوق، والإعلامي المؤهل والجرأة والدقة وغيرها من العوامل.

بدوره أرجع الدكتور عبدالمطلب صديق من “صحيفة الشرق القطرية” إلى أن هناك معوقات مختلفة تحول دون تطور فن الصحافة الاستقصائية في العالم العربي ومنها عوائق تشريعية وسياسية ومهنية والتغير المتسارع في أنماط القراءة ووسائل التواصل الاجتماعي وغياب القوانين الداعمة لحق الحصول على المعلومة وضعف مفاهيم الثقافة المحاسبية.

وتطرق الدكتور كمال حميدو من قسم الإعلام بجامعة قطر إلى محور “الصحافة الاستقصائية بين عيوب الإعداد المهني للصحفيين وغياب ثقافة الاستقصاء في المؤسسات الإعلامية”.

ودعا المتحدثون المؤسسات الأكاديمية والإعلامية والمدنية إلى بذل جهود من أجل تطوير فن الصحافة الاستقصائية في العالم العربي ليؤدي دوره الرقابي وتعزيز الشفافية ومواجهة الفساد وإحداث التغيير المنشود بما يخدم المصلحة العام.

قنا

هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات