في كشف جديد يمثل طفرة ثورية في عالم التشخيص الطبي للأمراض، أفادت دراسة أن المركبات التي يحتوي عليها نفس أو زفير الإنسان “فريدة من نوعها مثل بصمة الأصابع”.
ووفقا للدراسة، قد تساعد مكونات الأيض الفريدة في زفير كل إنسان الأطباء في الكشف عن أمراض مثل مرض السرطان.
الدراسة التي نشرت في مجلة بلوس وان PLOS ONE العلمية قد يثبت فائدتها وأهميتها في عملية التشخيص الطبي مثل تحليل عينات من البول والدم.
ولأن اختبار الزفير تظهر نتائجه بصورة فورية، فمن الممكن أن يستخدم هذا الاختبار معرفة جرعة التخدير الملائمة لكل مريض، فضلا عن استخدامه في اختبارات الكشف عما إذا كان رياضيون يستخدمون منشطات أم لا.
وقال العالم ريناتو زينوبي من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا، الذي قاد الفريق العلمي الذي أجرى الدراسة، أنه لا يفهم لماذا لم يكن يستخدم هواء الزفير على نطاق واسع كوسيلة للتشخيص الطبي العلمي.
وأردف أن “في الطب الصيني التقليدي، يقوم الأطباء بفحص النبض والكشف على اللسان وشم رائحة النفس”، لتحديد المرض الذي أصاب شخص ما.
وأضاف أن هناك كلابا مدربة يمكنها شم مرض السرطان بطريقة دقيقة، ولكنها لا يمكنها معرفة ما هي المركبات المكونة له.
يذكر أن الفريق العلمي استخدم عينات الزفير من 11 متطوعا على مدار تسعة أيام. وبعد ذلك، مرر هواء الزفير جهاز يعمل على قياس جميع كتل المركبات الكيميائية المتواجدة في هواء الزفير.
وكانت بعض المركبات، مثل المياه والرذاذ وغاز ثاني أكسيد الكربون، متشابهة في جميع المشتركين في الاختبار.
وبالإضافة إلي ذلك، استطاع العلماء تطوير اختبار تحليل هواء الزفير كي يكون قادرا على تشخيص مرض سرطان المعدة.
الاختبار المطور استطاع تحقيق نسبة نجاح بنسبة 90% في تحديد الإشارات الكيميائية للمرض الخبيث، مقارنة بأمراض المعدة الأقل خطورة، وذلك وفقا للدراسة.
يتضمن هذا الاختبار الاستعانة بأجهزة استشعار للكشف عن جزيئات صغيرة من المواد الكيمائية المتواجدة في هواء الزفير، التي تنتجها الأورام الخبيثة.
وأشار الدكتور حسام حايك، الذي قاد دراسة مشتركة نشرتها مجلة بريتش جورال اوف كانسر British Journal of Cancer العلمية، إلى أن اختبار الزفير قد يكون بديلا عن استخدام المنظار، جهاز عبارة عن أنبوب مرن يمر خلال الجهاز الهضمي، إذ تعتبر الاستعانة به مزعجة ومكلفة ومضيعة للوقت.
ويأمل العلماء أن يستخدم اختبار الزفير في الوقت الحالي في الكشف عن الجرعة الملائمة من التخدير التي يقدر على تحملها المريض، إذ إن الجرعة الآمنة من التخدير تعتمد على تحمل المريض ومعدل الأيض.
فقد يكشف اختبار الزفير إلى أي مدى يستطيع جسد مريض التعامل مع جرعة صغيرة من المخدر المستخدم في إجراء العمليات الجراحية، وبذلك يمكن تفادي حدوث أي مضاعفات للمريض فيما بعد.
أما في المجال الرياضي، يمكن إجراء اختبار لهواء زفير الرياضيين عند خط البداية للكشف عما إذا كانوا قد تناولوا منشطات أم لا.
ومع استمرار الاختبارات وإجراء مزيد من عمليات التحقق لاستقرار وتفرد البصمة الفردية لزفير الأشخاص، من المتوقع أن يصبح هذا الاختبار أساسيا في عالم التشخيص الطبي.
هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات
الوسومأمراض التشخيص الطبي التنفس السرطان المجال الرياضي طب