الحقيقة أن الإنسان ما هو إلا مجموعة من القناعات أو المعتقدات، ويمكن تعريف القناعات بأنها تعميمات نبنيها على تجارب سابقة وتشكل ردود أفعالنا المستقبلية، فمثلاً كلنا يعرف أن الإنسان لابد أن يموت أو لابد أن يعمل حتى يكسب لقمة عيشه، لذلك تجد أحدهم يجتهد في الدراسة حتى يحصل على عمل جيد يوفر له حياة كريمة أو مستقبلاً آمناً من وجهة نظره، وقد تجِده يعمل كل شيء مهما كان حتى يحصل على تلك الشهادة.
ولو سألته ما أهم شيء في حياتك ؟ فربما يقول لك الأمن والاستقرار المالي ولو سألته وما الذي يجب أن يحدث حتى تحصل على ذلك الاستقرار والأمن المالي؟ فهناك احتمال كبير أن تسمع منه رداً مثل: الشهادة العليا المعتبرة التي تؤهلني لعملٍ ذي دخل جيد تجعلني أشعر بالأمن والاستقرار.
لاحظ كيف أن خلف قيمة الشعور بالأمن والاستقرار المالي عند صاحب هذا المثال يأتي هذا المعتقد أو القناعة التي تنص على أنه لابد من الحصول على شهادة عليا للحصول على عمل جيد. ومن هذا يمكن أن نخرج بقاعدة مطردة مفادها أن وراء كل قيمة معتقد وقناعة.
إن القناعات أو المعتقدات التي نؤمن بها تشكل المبادئ التي تقودنا في حياتنا بشكل عام ونحن نتعامل معها كما لو كانت حقيقة مسلمة حتى لو لم تكن كذلك فمثلاً لو أن أحدنا يحمل اعتقادًا راسخًا عنده مفاده: “أن على كل من يقابله أن يقدره ويحترمه حتى لو كان هذا الإنسان لا يعرفه البتة”.
وعلى الرغم من كون هذا اعتقادا قويا عنده، إلا أنه يستحيل أن يتحقق على أرض الواقع؛ فلا يمكن ألا تجد على الأقل شخصا واحدا في حياتك لا يقدرك، كيف؟!
وقد حصل ذلك لمن هو خير منك؛ المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم فكم لقي من الكفار من عدم التقدير في حياته الدعوية على الرغم من أنه خير البشر بأبي هو وأمي. ولذلك يمكن أن نقول أن المعتقدات ليست بالضرورة حقائق أو أمورًا منطقية.
تكمُن أهمية المعتقدات أو القناعات في أنها تحاول في العادة أن تشرح علاقة السبب بالنتيجة فتجدها دائماً على الشكل التالي: لو حدث كذا، لحصل كذا مثل لو حصلت على شهادة عليا فسأحصل على عمل جيد كما تأتي أهميتها في أنها تضفي معان على الأحداث في حياتنا فقد تضحك عندما تسمع كلمة ( يا غبي) موجهة لك من أحدهم لأنك تعتقد أنه صديق ويمزح معك ولكن قد يجن جنونك لو سمعت نفس الكلمة من شخص آخر لا تعرفه فعلى الرغم من أن نفس الكلمة (غبي) قيلت لك كل مرة إلا أن قناعاتك المختلفة فسرت لك الحدثين بشكل مختلف في كل مرة وهذه هي أهمية معرفة قناعاتنا.
المهندس سلمان الشمراني – مستشار هندسة الأعمال والتنمية البشرية
هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات
الوسومالتفكير الحياة الذات العقل القناعة المبادئ المعتقدات النفس