علا عطاالله
يتمنى الطالب “أسامة العثامني” لو أن بإمكانه اختصار الساعات والوقت الطويل ليستيقظ وقد وجدّ نفسـه في بريطانيا فيما يرتفع علم فلسطين عاليا وهو يعانق سيارة تسير جنبا إلى جنب مع مئات السيارات الدولية .
هذا الحـلم الذي يراود العثماني ليل نهـار ويتمنى أن يغدو واقعا تلتقطه أعين الكاميرات يحتل في هذه الأيام كل مساحات تفكيره بعد أن تمكن بصحبة أقرانه في كلية تدريب خان يونس جنـوب قطاع غـزة من تصنيع وتصميم سيارة “فورمولا” بمواصفات عالمية ستشارك باسم فلسطين في مسابقة دولية لتصنيع هذا النوع من السيارات في مدينة برمنغهام البريطانية.
وبصوتٍ لا تكاد نبراته تصدق حجم الإنجاز الذي صنعه هو وزملائه قال العثماني :إن فريق العمل كان متشككا في القدرة على الوصول إلى هذه النتيجة وأن ننتهي من تصنيع هذه السيارة ولكن بإصرارنا وعزمنا على تحقيق هذا الإنجاز تكمنا من رؤية هذا الحلم الجميل وأضاف :”ليس سهلا أن تبدأ في تصنيع سيارة ستدخل المنافسة مع فرق طلابية أخرى من 130 دولة …خاصة ونحن نتحدث عن غزة المحاصرة …كانت العقبات أمامنا تفوق حد الخيال ولكننا لم نيأس وكان هدفنا أن نرفع علم فلسطين عاليا في هذا السباق الدولي …”
فخـر فلسطين
ويختصر فريق العمل كل أمنياتهم في رفع علم فلسطين على السيارة وهي تسير بين منافساتها في المسابقة الدولية في بريطانيا ويستدرك بالقول :” نريد أن يرى كل العالم هذا الإنجاز الذي حققه طلبة غزة والذين تغلبوا على الحصار لكي يصلوا إلى هذه المسابقة .”
غير أن الخوف يتملك العثماني عندما يراوده التفكير بصعوبة السفر وتابع :” الكلية تبحث عن تمويل لسفر الفريق والذي يتجاوز الـ”40 ألف” دولار ..ونتمنى أن نجد هذا التمويل كما وجدنا الدعم أثناء تصنيعنا للسيارة ..”
وكان بنك فلسطين وعددا من المؤسسات الفلسطينية قد قامت بتمويل طلبة تدريب خان يونس في إنجاز مشروعهم بتكلفة (30 ألف دولار) باعتباره فخرا لفلسطين في المحافل الدولية وفي أكبر حدث أوربي لرياضة السيارات للطلبة.
من جانب آخر أكد نائب عميد كلية تدريب خان يونس “محمد الأغا” والمشـرف على المشـروع إن تصنيع السيارة جاء تتويجا لجهود وصفها بـ”الجبارة والخارقة” استمرت على مدار ستة أشهر .
وبدا الأغا واثقا في قدرة الفريق على الفوز في هذا السباق غير أن مشاركة فلسطين في هذه المسابقة تعد إنجازا وفوزا يحسب للفلسطينيين ولغزة المحاصرة على وجه الخصوص وأضاف :”لأول مرة تشارك مجموعة من الطلبة الفلسطينيين في مسابقة عالمية بهذا المستوي …ونحن ننظر إلى هذه المشاركة كوسيلة لكسر الحصار المفروض على قطاع غـزة ..ويكفي أننا سنرفع اسم وعلم فلسطين عاليا في المحافل الدولية .”
أقرب للخيال
وعن المسابقة وتعـريفها قال الأغا إنها مسابقة عالمية في صناعة السيارات تعقد في بريطانيا كل عام يشارك فيها طلاب الجامعات و الكليات و المعاهد العالمية من كل أنحاء العالم بهدف تصميم و تركيب سيارات سباق فورمولا بمواصفات عالمية .
ولا يخفي الأغا قلقه وخوفه من كيفية مغادرة الطاقم المشرف على التصنيع إلى بريطانيا ومضى يقول :” حتى اللحظة مصاريف الرحلة وشحن السيارة ما زالت بحاجة إلى جهة تمويل تمكننا من العبور عبر معبر رفح والوصول إلى بريطانيا …”
ومن جانبه وصف زياد أبو نملة أحد المشرفين على المشروع تصنيع السيارة بـ”المعجزة” وأضاف:” كانت الفكرة في البداية أقرب للخيال منه إلى الواقع ولكن خطوة تتبعها أخرى بدا الفريق أكثر ثقة بقدراته …واجهتنا العديد من الصعوبات كان في مقدمتها العراقيل الإسرائيلية التي حالت من دون وصول مكونات السيارة الأساسية إلى غزة …وقد قمنا باستيراد بعض القطع من إيطاليا لتصلنا عبر معبر بيت حانون “إيريز” شمال القطاع إلا أن قوات الاحتلال منعت إدخالها فاضطررنا لاستخدام قطع محلية وإعادة تصنيعها لتتناسب مع المواصفات العالمية ..ويوما بعد يوم صار لدينا الدافع الأكبر لاستكمال هذا المشروع …وبفضل جهود الفريق وعزيمته تمكنا من تصنيع السيارة …فطلبة غزة يحتاجون فقط إلى توفر الإمكانيات والمناخ ليكونوا في مصاف المبدعين ..”
هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات
الوسومابتكار سيارة غزة فورمولا مختبر