وقف أمام الورقة التي لم يتمكن من تقسيمها على الرغم من أنه كان يجيد ذلك في طفولته، فاختار أن يمزقها إلى أجزاء مختلفة وبكيفما جاء نصيب كل منها.
بكت الورقة جارتها التي رافقتها من مرحلة ما بعد الشجرة، ووصلت معها لمرحلة التمزيق العشوائية، ويخشى أن يلقى نفس المصير إن لم يتدارك الأمر ويمزق أفكاره بطريقة منظمة.
القطعة 1:
لم يسبق لأحدهم أن سألني الكتابة في شيء دون تحديد عنوان له, وهذا ما جعلني أشعر بالعجز أمام تزاحم الأفكار الذي نقل مشكلة علماء الاجتماع مع التضخم السكاني إلى داخل عقلي, والمعلوم أن أول عقبة تواجه الكاتب أمام أي نص هي وقوفه على الجملة الافتتاحية, فيشبه البحث عنها إلى حد كبير البحث عن مخرج في غرفة مظلمة, ولا يقودك إلى ذلك سوى النور المتسلل من ثقب الباب, فتندفع إليه رغم عدم معرفتك لما يقع خلفه، إنما تكتفي بمعرفة أن الحقيقة تسكن النور.
القطعة 2:
العالم الذي ردد على مسامعنا مقولة “كن مختلفا” لا يجيد في الواقع إلا صناعة النسخ المكررة والقائمة تطول: سوق العمل، المكانة الإجتماعية، مجتمعات التعلم، ومناهج التعليم .. إلى آخره.
القطعة 3:
الأفكار العظيمة تولد من خلال الأسئلة المفاجئة . . الأسئلة التي لن يتوقعها أحد منك:
لما سقطت التفاحة ؟
هل بالإمكان السفر من خلال النور ؟
الأول أوجد الفيزياء الكلاسيكية والآخر أوجد الفيزياء الحديثة, ولك أن ترى مدى الاختلاف الكبير بين السؤالين مما يجعلهما لا يتفقان إلا في غرابة الطرح.
القطعة 4:
كانت قطعة صغيرة لا نلتفت عادة إلى سقوطها أثناء حمل الورق, فكتب عليها بخط سيئ تزاحمت فيه الكلمات بعضها فوق بعض:
“كن مختلفا . . تجنب النور . . صارت الحقيقة تسكن الظلال”.
هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات
الوسومآسئلة أفكار غرابة كن مختلفا نص ممزق