“أحمد النجدي” يخترع نظاما أمنيا يحمي الحدود ويحصن السجون

“أحمد النجدي” يخترع نظاما أمنيا يحمي الحدود ويحصن السجون

تفجير خطوط الغاز..الهجوم على المنشآت الحيوية كالسجون وأقسام الشرطة والبنوك والمنازل أيضا ..جميعها مشاهد صارت مألوفة الآن في ظل تواتر الأحداث بالعالم من حولنا.. هل أصبح حلم الأمن والأمان بعيدا ؟ هل من مخرج من هذا المشهد ؟وكيف يمكن لنا أن نثق في جهاز من صنع الإنسان وهو ذاته غير قادر علي حماية نفسه؟

أسئلة توجهنا بها إلى أحمد محمد النجدي شاب مصري أخصائي أمن بإحدى شركات تكرير  البترول في مصر  والذي  نجح في اختراع  نظام أمني متكامل لحماية الحدود ومنع تفجير أنابيب الغاز،  والسجون وأقسام الشرطة والمنشآت الحيوية ..

نظريا هو مشروع وطني مائة في المائة خاصة إذا علمنا أنه بسيط التكلفة وعالي القيمة  والمنفعة ويقدم حلا لمشكلة تفرضها  الظروف السياسية والأمنية  في المجتمع ..لهذه الأسباب  “عشرينات ” انتقلت إلى أرض الواقع والتقت بصاحب المشروع “حارس أنابيب البترول”و هو الاسم المؤقت للجهاز الذي تحدث عن أهميته النجدي وضرورته في الظروف الراهنة واستخداماته والمشكلات التي واجهته في محاولته لخروج مشروعه إلى حيز الوجود .

*حدثنا عن بداية تفكيرك في اختراع هذا النظام الأمني؟
– خلال الثمانية عشر يوما الأولى من عمر  الثورة المصرية كنا نقوم بحراسة منازلنا حتى  الصباح  وهو ماد فعني إلى اختراع ” الحارس الشخصي  “وهو جهاز يركب في مقدمة المنزل ويكشف عن أي تسلل إليه، وبدأت  فكرة  الاختراع الجديد  مع  بداية تفجير خطوط الغاز واقتحام السجون المصرية وتكرار الهجوم على خطوط الغاز لأكثر من 40 مرة ما جعلني أعاود التفكير في حماية تلك المنشآت الحيوية عن طريق جهاز أمني غير تقليدي يوفر الحماية للمنشآت الحيوية ويمنع وقوع الجريمة قبل حدوثها  ،وهذا استلزم مني دراسة معظم أنظمة الحماية التقليدية المتعارف عليها ،وبدأت أدرس الثغرات الموجودة فيها للخروج بنظام يسد الطريق علي منفذي تلك العمليات وإفشالها قبل أن تتم.

*ألا تعرفنا بهذا النظام وأهميته وابرز ما يوفره من حماية ؟
– هو عبارة عن حارس لأنابيب البترول والمنشآت الهامة والمؤسسات ذات الحساسية الخاصة ، وهو نظام متعدد الأجهزة لحماية خطوط النفط والغاز ومحطات الضغط والمنشآت البترولية وكافة المنشآت الهامة ضد التسلل والتخريب حيث لايمكن اختراق هذا النظام دون علم رجال الأمن ، كما أنه مزود بنظام لشل الحركة ويركب في أماكن معينة عند الحاجة إلى ذلك ،وهو نظام سري تختفي نظم تشغيله ومعظم مكوناته عن الأنظار ،أما الأجزاء التي تظهر منه فتبدو تقليدية مما يغري المتسلل باختراقها ليفاجأ برجال الأمن حوله في لحظات . وهذا النظام يصلح أيضا لحماية الحدود ومعسكرات الجيش والشرطة  وتأمين السجون وأيضا لحماية خطوط السكك  الحديدية .

*ما هي مكونات هذا النظام وهل يمكن اختراقه بسهولة؟
– مكونات النظام محلية  ومتوافرة في الأسواق مثل التي تتكون منها الأجهزة الأخرى وتكلفته بسيطة مقارنة بالأجهزة الأخرى التي تتعدى الآلاف من  الجنيهات و هو آمن تماما من حيث  الاستخدام  وسهل التركيب والصيانة وغير باهظ التكاليف. ومستعد لتجربته فور اعتماده من جانب الدولة لكشف مدي جاهزيته للعمل دون ثغرات حيث مكنني البحث الكثير في عيوب الأجهزة الأخرى من الوصول إلى أعلى درجة من درجات الدقة  في هذا الجهاز .

الحارس الأمين

*ما مزايا هذا النظام وهل له تأثير على البيئة أو الأفراد؟
– لا يشكل  أي خطورة على الإنسان أو الحيوان  المتواجدين  قرب الهدف المنشود حمايته أو تأمينه، كما  لا يعرض أيضاً رجال الأمن أو أفراد الجيش للخطر لدي مرورهم على خطوط البترول أو تواجدهم في أكمنة بمناطق صحراوية نائية كما حدث في حادث رفح، لأن هذا النظام يمنع وصول المخربين إلى الموقع المستهدف ويقدم طريقة جديدة  للقبض  على المخرب أو السارق قبل قيامه بجريمته. و يتميز هذا النظام بأجهزته المتعددة بأنه سهل التركيب و تكلفته بسيطة للغاية مقارنة بالأجهزة الأخرى  مثل المصدات الهيدروليكية عالية التكلفة والتي تحتاج إلى مصدر طاقة مستمر،أو الكاميرات الحرارية و يتكلف الواحد منها 240 ألف جنيه  .

*حدثني تفصيليا عن الأجهزة التي يتكون منها النظام وما هي المنشآت التي يقوم كل جهاز بحمايتها؟
– هذا النظام  فريد من نوعه و يتكون من 6 أجهزة يختص كل منها بحماية منشآة حيوية وهي:

الأول: حماية أسوار المنشآت ويساعد الحراس على اكتشاف أن هناك من يتسلق الأسوار ويحدد مكان التسلل بدقة  للتوجه إليه مباشرة  وهو يحمي بالدرجة الأولى خطوط أنابيب البترول في المناطق المأهولة بالسكان .

الجهاز الثاني :يدفن تحت الأرض  وعند حدوث اقتراب أو اقتحام للمكان يطلق إنذارا للجهات الأمنية بأن ثمة اختراقا يحدث الآن ويمنع سرقة السولار والكابلات .

الجهاز الثالث: يعمل آليا لشل  حركة المتسللين للمنشآت والقبض عليهم قبل إتمام الجريمة حيث يرسل ذبذبات معينة تعجز الشخص عن الحركة  حتى يتم إبلاغ  أقرب إدارة أمنية وهو يصلح للبنوك والشركات الكبرى والأماكن الحيوية داخل المدينة .

الجهاز الرابع : يعالج الثغرات الأمنية الموجودة حاليا حيث يقوم بدور أكبر من مصدات الاقتحام الخرسانية  الموجودة حاليا خارج أسوار بعض المنشآت والتي تفتقر إلى نظام أمني قوي على الأبواب ويقوم الجهاز بهذا الدور كما أنه يغلق الطريق في حالة غياب العنصر البشري . ويستخدم في السجون خاصة في مخازن السلاح الرئيسية .

الجهاز الخامس: يوفر الأمان للمنشآت الصحراوية الخالية من الأسوار ويسمى بالجهاز المتنقل أو السفاري لأنه سهل الحمل وخفيف الوزن ويحمي المكان دائريا من جميع الجهات ويمكن اصطحابه في رحلات السفاري ويمكن أن يقتنيه  المترددون على الأماكن الصحراوية  للعمل أو السياحة .والهدف منه حماية العنصر البشري بجانب المنشأة .

الجهاز السادس: يختص بحماية خطوط الغاز في الأماكن المأهولة أو التي يرتادها الأشخاص  وهو جهاز سري يتخذ شكل البيئة المحيطة حوله حتى لا يتم اكتشافه بسهولة .

معدلات أمان عالية

*ما هي  معدلات الأمان والأعطال في هذه الأجهزة ؟
– هناك أجهزة إلكترونية منتشرة في الأسواق ومستوردة من الخارج  لكنها تحمي فقط مسافة قصيرة  و تتأثر بالعوامل المحيطة بما يصيبها بالتلف والأعطال المفاجئة ومن الممكن أن تتوقف بفعل الأمطار أو الهزات الأرضية الخفيفة  لكن هذه الأجهزة  تعتمد على اختراق الشعاع ومهمتها استشعار وجود عنصر بشري في المكان عن طريق إطلاق صفارات الإنذار.

ahmedalnagdy1

اكتشاف الأنفاق

*هل صحيح أن الجهاز يكشف عن الأنفاق غير القانونية قبل حفرها؟
– أهم الاستخدامات  أنه  يساعد  في اكتشاف الأنفاق لحظة حفرها وهذا يفسر كيفية تسلل الهاربين من الأمن ومرتكبي الجرائم دون أن يتم القبض عليهم فالجهاز يقوم بهذا الدور عن طريق إطلاق أجراس التحذير بأن هناك أشخاصا يتسللون أو يحفرون في هذا المكان كما أنه يحمي معسكرات الجيش عن طريق كشف الأنفاق التي تقام تحت تلك المنشآت الحيوية الهامة  وهذا الأمر يفسر لنا كيف تم اغتيال العديد من الجنود في  سيناء.

*ماذا  عن التطبيقات العملية لهذا الاختراع في وزارة الداخلية والمناطق الهامة التابعة للقوات المسلحة  ؟
– يساهم في  عدم اختراق أقسام الشرطة من جانب المجرمين كما يحدث في بعض الأقسام بين حين وآخر، أو محاولة  هروب المحتجزين  داخل الأقسام، علاوة على حماية الأكمنة الأمنية في الأماكن النائية  والحدودية للبلاد خاصة  في  سيناء.وقد رأينا منذ أيام قليلة حادث رفح الذي راح ضحيته عدد كبير من الجنود المصريين  لذا أتمنى أن يطبق هذا النظام في مصر خاصة أننا يجاورنا كيان مثل  إسرائيل متطور جدا في النظام الأمني الحديث.

بيروقراطية

*ما هي المعوقات التي واجهتك لإنجاز مشروعك؟
– سجلت الاختراع لأول مرة  دوليا عام 2007  بأكاديمية البحث العلمي وقد سمي بحارس الحدود  ولم  يكتب له إلى الآن الخروج  إلى حيز التنفيذ أو الحصول  على براءة الاختراع، وتكلفت في سبيل ذلك وقتاً وجهداً ومالاً، وقمت بتسجيل  الاختراع  في 16 ديسمبر الماضي وحتى الآن لم يتم الفحص الفني للمشروع بسبب التباطؤ في الإجراءات.

والمرة الثانية كانت في فبراير من  هذا العام، حيث تقدمت بفكرتي الحالية التي تعد امتداداً أشمل وأوسع وأعم من الفكرة الأولى تحت عنوان “حارس أنابيب البترول”، وأخطرت مكتب وزيرة البحث العلمي بهذا الطلب الذي يحمل رقم 589 بتاريخ 29 فبراير 2012 وحتى الآن لم أتلق رداً، في حين تم تفجير خط الغاز في سيناء عشرات المرات منذ هذا التاريخ.

*ما الذي تطلبه حتى يخرج مشروعك إلى حيز التنفيذ؟
– أملي ان يسلط الإعلام الضوء على كل الاختراعات الهامة التي تفيد البلد وكذلك تذليل العقبات أمام المخترعين للاستفادة من مشروعاتهم إذا ما ثبت مدى جاهزيتها للتطبيق وهذا يتطلب أولا الحصول على براءة الاختراع ..وللأسف هذا ما يتجاهله المسؤولون عندنا في حين يتسابق الغرب في استقطاب أصحاب الأفكار الخلاقة وقد عرض علي من جانب  مؤسسة في  أمريكا الحصول على الاختراع ورفضت لأن بلدي  هي الأولى به.

 

هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات