يعتمد غالبية مستخدمي الكمبيوتر في الوطن العربي على نظام تشغيل “مايكروسوفت ويندوز” ومن بعده نظام “أبل ماكنتوش”، لكن قليلون جدا من يتقن استخدام نظام التشغيل “لينكس”، أو حتى يحرصون على اقتنائه بالرغم من أنه الوحيد الذي يمكن الحصول عليه مجانا وبشكل شرعي أيضا.
عشرات التوزيعات والنسخ والإصدارات تتوافر لنظام “لينكس” ومع ذلك يعزف أكثر المستخدمين عن مجرد تجربته ولو لوقت محدود، ربما لجهل بعضهم بالمميزات التي يوفرها مقارنة بالأنظمة الأخرى، أو لخوفهم من عناء البحث عن برامج وتطبيقات تتوافق معه لتأدية المهام المطلوبة.
لكن على الرغم من قلة انتشار لينكس في الوطن العربي بشكل خاص، هناك عديد من التجارب البرمجية التي تستحق الإشادة، كان آخرها الإعلان عن الإصدار 4.0 من توزيعة “هلال لينكس” بالتزامن مع حلول شهر رمضان المعظم، وهي توزيعة إسلامية-عربية للنظام، توفر واجهة وتطبيقات كاملة باللغة عربية، إضافة إلى حزمة كبيرة من البرامج الإسلامية والدعوية، وغيرها.
الإصدار الجديد من “هلال لينكس” يعد تطويرًا لواحدة من أشهر توزيعات لينكس وهي “أوبنتو”، ويشير موقع IT Wadi المهتم بالبرمجيات مفتوحة المصدر، إلى أن الإصدار الجديد يتمتع بمجموعة من الخصائص العملية، منها ما يسمى بـ”مركز تحكم هلال”، وهو برنامج خاص بهلال لينكس وظيفته القيام بتخصيص النظام وتعديله وتنفيذ المهام الأساسية به.
وتضم التوزيعة أيضًا مركز برمجيات هلال، والذي يعتبر بديلا ممتازًا لمركز برمجيات أوبونتو، Ubuntu Application Center، ويمكنه تثبيت التطبيقات وإزالتها بسهولة.
وتحتوي كذلك على “مسجل هلال”، وهو برنامج بسيط لتسجيل سطح المكتب كفيديو، أو صوت وفيديو, أو مجرد صوت وبعدة صيغ وبجودة عالية، كما تضم التوزيعة “محرر هلال المرئى”، ويفيد كثيرًا المتخصصين في البرمجة، ومصممي المواقع الديناميكية وغيرها، بالإضافة إلى مجموعة متكاملة من برامج الرسم والتصميم الاحترافية والمجانية في نفس الوقت، ومجموعة من الوظائف العملية الأخرى.
وبخلاف “هلال لينكس” توجد توزيعات إسلامية أخرى لنظام “لينكس”، منها توزيعة تسمى “أعجوبة” وأخرى تسمى “سبيلي” التي ظهرت قبل 4 سنوات، وتحول اسمها حاليا إلى “منارات” وهو اسم عربي بديل لنسخة Ubuntu Muslim Edition ، والتي تعتمد على توزيعة ” أوبنتو ” مع إضافة العديد من التطبيقات والخلفيات الإسلامية والتي تتوافق مع الروح الإسلامية.
وتضم هذه التطبيقات متصفحا للقرآن الكريم، وبرنامجا يعرض سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، هذا بالإضافة إلى برنامج يسمى “رجال” يتناول الحديث عن رجال حول الرسول، إلى جانب خصائص توزيعة “سبيلي” الأساسية والمتمثلة في أداة التحكم الأبوي لمواقع الإنترنت، وبرنامج “ذِكر” وهو متصفح للقرآن الكريم مع إمكانية تشغيل التلاوات لكبار المقرئين، مثل الشيخ محمد صديق المنشاوي والحذيفي وسعد الغامدي ومشاري راشد العفاسي ويمكن تشغيل بقية التلاوات عند الاتصال بالإنترنت، وتضم التوزيعة برنامج منبر للتنبيه لأوقات الصلاة، أما تقنيا فهي تتضمن ترميزات الملتيميديا التي لا تأتي مع ” أوبنتو التقليدي” بشكل تلقائي.
وبخلاف التوزيعات الإسلامية، توجد توزيعة عربية تسمى”جواثا”، وهي مبنية على توزيعة كانوتكس (إحدى التوزيعات المشتقة من ديبيان)، وتعمل مباشرة من القرص المدمج أو من ذاكرة الفلاش، ويمكن كذلك تثبيت النظام على القرص الصلب إذا رغب المستخدم في ذلك.
تاريخيا، بدأ تطوير جواثا في يونيو 2005، وكان بمثابة إعادة صياغة لتوزيعة كانوتكس بتعريبها وتطويعها للمستخدم العربي، بهدف تسهيل انتقاله إلى استخدام نظام لينكس، ولهذا كانت مجرد تعريب لكانوتكس، لكنها حاليا تحتوي على العديد من الخصائص والأدوات الخاصة التي تسهل مهمة إدارة النظام وتلائم احتياجات المستخدم في المنطقة العربية.
يشار إلى أن “لينكس”، نظام تشغيل ينتمي إلى فئة البرمجيات “مفتوحة المصدر”، ويخضع لرخصة “جنو” العمومية، والتي تتيح امتلاك وإعادة توزيع نسخ لينكس بشكل شرعي تماما بدون أي خروقات قانونية، بينما تتوافر في غالبية الإصدارات بشكل مجاني.
هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات
الوسومUbuntu Muslim Edition أوبنتو جواثا ظام تشغيل لينكس هلال هلال لينكس