بمبادرة غير مسبوقة من أطفال الشوارع في منطقة فتح بوري بمدينة دلهي القديمة بالهند، مكنت الالاف من الأطفال المشردين من تأسيس بنك خاص بهم، ويقدم البنك خدماته إلى العملاء من سن التاسعة وحتى الثامنة عشرة، ويمكن للأطفال من الأعضاء المساهمين في البنك تسجيل ودائع تبدأ قيمتها بما يقابل جنيها إسترلينيا واحدا بالعملة الهندية.
ويحصل المودعون على فائدة تقدر بنحو 3.5%، ويطلق على هذا البنك اسم خزانة الأطفال للتنمية Children’s Development Khazana ، مع ملاحظة أن كلمة خزانة ترجع إلى أصل عربي، ويتولى الإشراف على البنك أحد الأطفال ويدعى سونو، ويبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما، وتشارك منظمات بترفلايز التطوعية NGO Butterflies غير الحكومية، في تقديم فرص التعليم والمأوى للأطفال المشردين.
تم تأسيس البنك لكي يتحمل الأطفال المسؤولية عن جميع الأنشطة، مع اتخاذ القرارات المناسبة المرتبطة بالإدارة وتطبيق القواعد المنظمة للعمل، وحتى تقنع الإدارة الأطفال بجدوى المشاركة في أعمال البنك، تقدم دورات مجانية عن كيفية التعامل مع البنك والحصول على الخدمات التي يقدمها، ويقدم متطوعون من منظمات بترفلايز غير الحكومية دعما ملموسا لأنشطة بنك الأطفال في الهند.
يتلقى البنك ودائع الأطفال بدءا مما قيمته بنسا بريطانيا واحدا وحتى ما يقابل الجنيه الإسترليني، ويمكن لأي من المودعين من الأطفال سحب مبلغ يمكن أن يصل إلى ما قيمته خمسة جنيهات إسترلينية، ويعمل على مدار أيام الأسبوع، وبدون أية عطلات، ويعد سونو مدير بنك الأطفال أصغر مدير لمؤسسة مالية في العالم.
ويقول الطفل سونو أن العمل في البنك، لم يمنعه من الانتظام في الدراسة، بالرغم من أن سونو هرب من منزل الأسرة خلال السنوات الماضية، في حين يقوم الطفل شيرو- الذي يبلغ من العمر 14 عاما، بدور المراقب المالي لبنك الأطفال، بالرغم من أن شيرو لا يقيم في المنزل، بل يقضي أيامه على رصيف إحدى محطات السكك الحديدية الكثيرة في مختلف أنحاء الهند، خاصة أنه يعمل في بيع زجاجات المياه، وتتراوح مدخرات شيرو بين 50 و60 جنيها إسترلينيا (أو ما يتراوح بين 5000 و6000 روبية هندية).
وهناك الطفل رحيم – البالغ من العمر خمسة عشر عاما- يعمل في جمع المخلفات من قطع القماش البالية، ويحتفظ رحيم بحساب إيداع في بنك الأطفال أيضا، ومن أجل الارتقاء بالمستوى التعليمي للمساهمين في البنك.
ويتم تنظيم دورات تدريب على استخدام الحاسوب في المأوى المخصص لرعاية الأطفال المشردين، وقد أعلنت إدارة منظمات بترفلايز التطوعية، أنها تسعى إلى أن تقدم هذه التجربة على أطفال الشوارع في باكستان وبنجلاديش وأفغانستان وفي بعض الدول الفقيرة في القارة الإفريقية.
هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات
الوسومأطفال شوارع الهند عمل تطوعي مبادرة