الشاعر عبدالرحمن الدسوقي يراقب الشهداء في قصيدته “تبدو كالبكاء”

الشاعر عبدالرحمن الدسوقي يراقب الشهداء في قصيدته “تبدو كالبكاء”

إنها استراحة المحارب التي ينام فيها بعين مغلقة وأخرى مفتوحة، تلك الحال التي يصفها الشاعر المصري الشاب عبدالرحمن الدسوقي في قصيدته “تبدو كالبكاء”.

وكجزء من الضمير الفني الوطني يتحدث الدسوقي في قصيدته عن حال الشعب المصري في فترة ما قبل ثورة 25 يناير 2011 وكيف أن الخوف كان يتملك الناس من الاعتراض على هضم حقوقهم، ولكن أخيرا وبعد ثلاثين عاما وصفها بالعجاف تنبت الأرض المصرية من بطنها من تساوى لديهم الموت بالحياة مقيد الحرية.

الشهداء الذين وهبوا أرواحهم فداء لحرية الوطن ولخير الشعب، ينسبهم الدسوقي إلى الشهيد الأعظم الحسين بن علي رضي الله عنهما، ويحذر في نهاية قصيدته/ نهاية الثورة، من أن الأرض التي تطرح القمح والخير تطرح أيضا الثوار الذين تنكتب على أيديهم نهاية الظالمين.

وفي تصريح إلى “عشرينات” قال الشاعر عبدالرحمن الدسوقي إنه يضع في هذه الأيام اللمسات الأخيرة على ديوانه الأول (من البئر إلى القصر) المنتظر صدوره عن دار “روعة” للنشر والتوزيع بالقاهرة.

وأوضح الدسوقي أن الديوان يضم مجموعة من القصائد تتناول أحوال بلاده خلال سنوات الثورة ومنهاقصيدته محل الحديث (تبدو الكالبكاء)، إضافة إلى قصائد أخرى تحمل الطابع الإنساني العام.

***

تبدو كالبكاء

من أنت تبدو كالبكاء

تمر من عين لعين

وتذوب في عمق النشيدِ

توزع الدم فوق أكتاف الحسينيين

دَيْنًا بعد دَيْن

والنور يسعى في طريقك

بينما نحن الحيارى

لا نكاد نرى لأين

ولا نكاد نُرى

فهذا الموت

يبدو في البُكا موتين

كيف اشتعلت على الهتاف

وكيف فجرت الضحى

من بعد أن جف الهتاف

وتقول تُسقى الأرض من دمنا

فتنبت ثورة بعد الثلاثين العجاف

يا شيخنا كنا نخاف

لما تعكرت النوايا

واستقام الموت يعلو كل صاف

لما دماء الناس صارت

في دهاليز الفاتر

لما أتى القديس حلم الناس من دبر

ولم نكُ نقرأ القديس داعر

فتقول تُسقى الناس من دمنا

فتنبت من رؤى الأوجاع

سبع سنابل الأحلام تسقيها

برغم الغدر في عين العساكر

في كل سنبلة نُخبّي ألف ثائر

في كل سنبلة نُخبّي ألف ثائر

هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات