“ضد مجهول” جملة قصيرة المعني خطيرة النتائج صارت عنوانا لكثير من القضايا الجنائية التي يظل فيها الفاعل مجهول، ورغم الجهود التي يبذلها المتخصصون في هذا الفرع من الطب الجنائي إلا أن الغموض دائما يكتنف تفاصيل حكايات وروايات المجني عليهم، وحين تنكشف تلك الخبايا يصبح البحث عن الأسباب الحقيقية وراء ارتكاب جرائم القتل مدخلا للتنبوء بتصرفات القاتل لاسيما إن كان يعاني من مرض نفسي قاده إلي ارتكاب فعلته..
ورواية “داتورا” للمؤلف الشاب الدكتور إسلام فتحي هي الرواية الأولي التي تتحدث عن عجز الطب الجنائي وقصوره الشديد في تحديد هوية الفاعل في العديد من الجرائم التي تؤيد ضد مجهول .. وقد أشرف علي الرواية الكاتب العالمي نيكولاس بوجارت أستاذ الطب النفسي الإجرامي بجامعة كامبريدج وأستاذ بالميموري كلينك التابع لنفس الجامعة كما أنه كاتب شهير متخصص في علم النفس الإجرامي وعضو الكلية الملكية لأطباء النفس.
الرواية الصادرة عن دار الحلم للنشر تتضافر فيها خيوط كثيرة تبدأ بجريمة قتل يكتنفها الغموض وسرعان ما تتحول دفة الأحداث لتدعو القارئ الي تقييم حياته طارحة تساؤلات حول مفهوم العدالة والفساد والظلم ، و تنتهي بنهايتين مفتوحتين واضعة المتابع أمام خيارين إما أن يصلح من حاله فيستحق الخير او يبقي علي ما هو عليه فيستحق نهاية محتومة من الضياع .
وفي تقديمه للرواية يقول الناقد شريف شوقي: الرواية مزيج من الفانتازيا وأدب الرعب والرمزية صيغت بعناية فائقة وأسلوب شيق علي نحو يجتذبك من الوهلة الأولي إلي عالم خيالي يتصارع فيه الأشباح والبشر في أجواء ابتدعها الكاتب بحبكة ومهارة وبحرص شديد علي الربط بين الأحداث والشخصيات في الرواية، وما يهدف إليه من إسقاط علي عالمنا العربي وقضية الصراع العربي الإسرائيلي بكل أبعاده السياسية والإنسانية ، كما يبدو واضحا قدرة الكاتب علي توظيف أساليب روائية متنوعة في توضيح أفكاره وينبئ عن موهبة شابة لمؤلف ينتظره الكثير والمزيد من النجاح.
يذكر أن ” داتورا ” هو العمل الروائي الثاني للكاتب إسلام فتحي حيث صدرت له قبل ذلك رواية ” مستعمرة القمر ” وقد حققت نجاحا ملحوظا حتى طبع منها خمس طبعات متتالية .. و قد أعلنت الدار الناشرة للرواية عن صدور الطبعة الثانية وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته الرواية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ثم معرض الإسكندرية للكتاب .
هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات
الوسومإسلام فتحي الطب الجنائي رواية فانتازيا مصر