نوع آخر من التعصب التقني يأتي بعيدا عن المصادر المفتوحة، يتمثل بين فريق من مؤيدي شركة أبل وآخر من مستخدمي منتجات مايكروسوفت، وهنا سنجد المقارنات مستمرة بين الشركتين الغريمتين على طول الخط، فيما يتعلق بالأداء والكفاءة والجودة إلى جانب العامل الاقتصادي، وهذا التعصب يبدو الأكثر ظهورا على منتديات ومدونات الإنترنت في كثير من الدول خاصة العربية.
المؤيدون لفريق أبل يشيدون دائما بقوة نظام التشغيل Mac ويرون من الظلم مقارنته مع نظام ويندوز ويعتقدون أن مايكروسوفت سرقت فكرة الأيقونات icons ونظام استخدام “الماوس” والتي ابتكرتهما أبل في ثمانينات القرن الماضي، كما يتهمون نظام يندوز بأنه ملاذ ومقصد دائم للمخترقين.
في المقابل يرى فريق مايكروسوفت أن انتشار الويندوز بهذا الحجم وحده كفيل بالرد على هؤلاء، هذا إلى جانب القيمة والجدوى الاقتصادية التي يحققها ويندوز بجدارة مقابل السعر المدفوع، حيث يعمل على مختلف الكمبيوترات دون اختلاف يذكر في حين يعمل نظام ماك على الأجهزة التي تطلقها فقط بمختلف فئاتها ما بين أجهزة مكتبية وشاملة ومحمولة.
الاحتكار من النقاط التي تثير الجدل بين الجانبين، ففريق مايكروسوفت يزعم أن أبل هي المحتكرة بدليل حصرها نظام التشغيل الخاص بها على أجهزتها فقط، أما الفريق الآخر فيتهم مايكروسوفت بالتهمة ذاتها استنادا إلى القضايا المختلفة التي تقيمها كثير من الجهات والمؤسسات حول العالم وأشهرها الحكم الذي حصلت عليه المفوضية الأوروبية في عام 2009 بتغريم مايكروسوفت نظرا لقيامها بالاحتكار ومحاربتها عدد من البرمجيات بطريقة أو بأخرى بهدف القضاء عليها، هذا إلى جانب احتلالها نحو 90% من كمبيوترات العالم سواء بنظام التشغيل أو بالبرمجيات.
هناك نقطة خلاف تخص المستخدمين العرب فقط وهي دعم اللغة العربية، فبينما يتفاخر دائما فريق مايكروسوفت بدعم شركتهم للغة العربية في الوقت الذي لم تهتم فيه أبل لإطلاق نسخة من نظام تشغيلها يحمل واجهة عربية ولكنها استعاضت عنه بنظام يتعامل بكل مرونة مع اللغة العربية ومع جميع الإصدارات.
هذا الخلاف امتد ليصل الى مشغلات الموسيقى الرقمية حيث تعد أبل الأشهر على الإطلاق بجهاز iPod متعدد الفئات، بينما ينافسه ولكن بقوة أقل جهاز Zune الذي تنتجه مايكروسوفت، كذلك الحال في نظام تشغيل الهواتف “ويندوز فون” وبين iOS الذي يعمل على أجهزة أبل.
ويتطور التعصب بين الفريقين ليطول الأشخاص المؤسسين والعاملين بالشركتين، حيث يخرج الانتقاد عن إطار المناقشة التقنية، فبينما يسخر فريق “مايكروسوفت” من الراحل “ستيف جوبز” المدير التنفيذي السابق لأبل كونه لم يكن يقدم علي تغيير مظهره في الملبس لارتدائه “تي شيرت ” أسود و ” جينز” أزرق بشكل دائم، ينتقد الفريق الآخر مؤسس مايكروسوفت “بيل جيتس” حفاظه على الكلاسيكية في ملابسه وانتقالها إلى نظام ويندوز حيث لم يعد يشهد تجديدا.
وبشكل عام يتداول أعداء “مايكروسوفت” سواء من فريق أبل أو المناصرين للأنظمة المفتوحة مقولة شهيرة تقول أن لينكس للمبرمجين وماك للمصممين وويندوز لمحبي لعبة الورق الشهيرة ” السوليتير”.
محمد غانم
هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات
الوسومابل بيل غيتس ستيف جوبز ماك مايكروسوفت نظام تشغيل ويندوز