احتفل العالم يوم 26 يونيو باليوم الدولي لمكافحة تعاطي المخدرات والاتجار غير المشروع بها 2013 تحت شعار “إجعل صحتك الجديدة للحياة، وليس للمخدرات”، وهو يهدف للفت انتباه المجتمع، وتوعية أفراده من مخاطر السموم البيضاء.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد قررت في عام 1987 الاحتفال بيوم 26 يونيو باعتباره يومًا عالميًا لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، وذلك تعبيرًا عن عزمها على تعزيز العمل والتعاون لبلوغ هدف إقامة مجتمع دولي خال من إساءة استعمال المخدرات.
وأشار بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته بهذه المناسبة إلى أنه في جميع أنحاء العالم تهدد المخدرات صحة ورفاة الشباب والأطفال والأسر والمجتمعات، وتعمل بملايين الدولارات التي تدرها تجارة المخدرات على تغذية الفساد وتعزز من قوة الشبكات الإجرامية وتوجد الخوف وعدم الاستقرار.
وأضاف “مون” أن الاتجار غير المشروع بالمخدرات يمثل عقبة واضحة أمام التنمية، وتقتضي هذه المشكلة العابرة للحدود من الهيئات المعنية بإنفاذ القوانين تقديم استجابة قوية، ومنسقة داخل البلدان وفيما بينها، فالتصدي للجريمة المنظمة وتجارة المخدرات غير المشروعة مسئولية مشتركة، غير أن سيادة القانون ما هي إلا جزء من المعادلة.
وأشار تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات الصادر عام 2012 إلى زيادة الإنتاج العالمي للمخدرات واتساع مساحات الزراعات في كثير من الدول، منها أفغانستان وهي أكبر منتج للحشيش ولصناعة الهيروين حيث أنتجت 87 % من إنتاج الأفيون في العالم وازدادت المساحات المخصصة لزراعة الخشخاش بـ62%، وكولومبيا والهند والمغرب وإيران والمكسيك وبوليفيا وبيرو وجمايكا والسودان وسهل البقاع في لبنان في زراعة القنب (الحشيش) والأفيونيات في بعض تلك الدول، وفي المقابل قللت بورما ولاوس من زراعة الخشخاش بنسبة 43 %.
ونتيجة للتطور وتتغير أساليب التهريب بشكل مستمر، فقد اتبع تجار المخدرات أنواعًا عديدة من وسائل التهريب ومسالك معقدة ودائمة التغير في مختلف أرجاء العالم لتفادي إجراءات التفتيش التي يقوم بها رجال الجمارك، فتأتي أحيانًا بصفة دوائية وطبية، وأحيانًا بشكل مواد صناعية وكيميائية وغذائية.
وأشار التقرير إلى أن حجم التجارة العالمية في المخدرات والأدوية والعقاقير الممنوعة والمواد المسموح بها قانونيًا في بعض بلدان العالم تجاوز حاليًا 800 مليار دولار سنويًا، حسب إحصائيات الأمم المتحدة لعام 2012، وهو ما يزيد على مجموع ميزانيات عشرات من الدول النامية والفقيرة، ويتم سنويا غسيل نحو 120 مليار دولار من تلك التجارة في أسواق المال العالمية ومن خلال المصارف والبنوك الكبيرة.
معدلات عربية مخيفة
وتنشط تجارة المخدرات بشكل خطير وواسع في الوطن العربي فهو يتمتع بموقع إستراتيجي لمثل هذه التجارة السوداء، وذكر تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات أن نسبة المدمنين على المخدرات في العالم العربي تتراوح ما بين 7-10%، وأن معظم المدمنين من فئة الشباب، وأن رواج هذه السموم خاصة بين الشباب يعود في المقام الأول إلى المتغيرات التي حصلت في السنوات الأخيرة خاصة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، وقد نتج عن هذه التغييرات تحولات كثيرة طالت مقومات المجتمع العربي. وأضحت الأسرة منشغلة توفير لقمة العيش والمال، ولم تعد تصب جل اهتمامها بالأبناء، الذين انغمسوا في عالم الانترنت والفضائيات دون رقيب.
وحسب ما تشير إليه تقارير الأمم المتحدة فقد ارتفع معدل استهلاك المخدرات في المجتمعات الخليجية بشكل خطير جدا، حيث وصل إلى 4.6%، مقابل 2.2% فقط للولايات المتحدة، و2.5% لدول أمريكا الجنوبية، وقد ذكرت منظمة الدولية لمراقبة تهريب المخدرات التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها أن العراق قد تحول إلى محطة ترانزيت رئيسية لنقل الهروين المصنع في أفغانستان وإيران إلى دول العالم.
وقد أدت ظروف الحرب والفوضى الأمنية والاجتماعية إلى رواج استعمال المواد المخدرة بين العراقيين، وحسب ما تقوله تقارير صادرة عن وزارة الصحة العراقية فإن من بين كل عشرة شبان عراقيين أعمار ما بين 18 عاما و30 عاما ثلاثة إلى أربعة منهم مدمنون على المخدرات الإيرانية، وهي أشد أنواع المخدرات خطورة حيث تعمل على إتلاف الجهاز العصبي وبشكل كامل خلال شهر واحد من تعاطيها.
أما في اليمن، الذي عجز عن وضع حد للاستعمال المتفشي لنبتة القات المخدرة، فإن الأرقام الكبيرة لكميات المواد المخدرة المضبوطة في السنوات الأخيرة تعكس الخطر الذي يحدق بهذا البلد الذي يرزح تحت وطأة الفقر، فمن أربعة أطنان من المخدرات تدخل اليمن قبل ست سنوات إلى ما يقارب ثلاثين طنا من الحشيش المضغوط دخلت عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية في سنة واحدة فقط، إضافة إلى عشرات الملايين من الحبوب المخدرة أغلبها من الكبتاجون المخدر، وقد بلغت الكمية المضبوطة من الحشيش المخدر في عام 2008 وحده ما يقارب 27 طنا جلبها التجار من إيران وأفغانستان وباكستان، إضافة إلى 14 مليون حبة مخدرة منها خمسة ملايين حبة كبتاجون أدخلت بطريقة تجارية على أنها سخانات المياه وكانت معبأة بداخلها.
أما في مصر أن نسبة تعاطى المخدرات في مصر بلغت 33 % من مجموع السكان، وأن عدد السيدات المدمنات في مصر يصل إلى 450 ألفًا، ونسبة المترددات منهن على العلاج قليلة جدًا، وأكد تقرير المخدرات العالمي الذي تصدره الأمم المتحدة سنويا عن أوضاع المخدرات في العالم إلى وجود مصر في المرتبة الـ12 بين أكثر الدول المصدرة للحشيش.
الجدير بالذكر أن تقارير منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن عدد متعاطي المخدرات يزيد على 210 مليون شخص في كل عام، وأن 15.3 مليون شخص يصابون بالأمراض بسبب التعاطي، ويلاقي ما يقارب 200 ألف منهم حتفهم سنويا، مما يهدد الاستقرار والتنمية في العالم.
وكالات
هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات
الوسومanti drug day الأمم المتحدة الخليج السعودية العراق اليمن مبادرات مصر مكافحة مخدرات