فنان الجرافيتي إبراهيم المصري : الفن أسمى الطرق لطرح أفكار الإنسان

فنان الجرافيتي إبراهيم المصري : الفن أسمى الطرق لطرح أفكار الإنسان

ساره البدري – البحرين

الجرافيتي هو فن  الرسم على الجدران العامة أو الخاصة بإستخدام أدوات خاصة , ,بطريقة فنية لكلمات مقصودة أو مسميات أو عبارات مستهدفة و بتعبير حر , وغالبا تكون من أشخاص مجهولين لأنها أفعال مخالفة للقوانين لأن البعض قد يعتبرها اعتداء على ممتلكات الآخرين, على هامش مهرجان ” ثقافة تبنى .. وطن يزدهر ” الذي نظمته وزارة الثقافة البحرينية مؤخراً التقينا الفنان الجرافيتي الشاب  إبراهيم المصري  وخرجنا بهذا الحوار .

  • الفنان ابراهيم المصري”ILLUVEDA” ..دعنا نعود بالذاكرة إلى دخولك لعالم الجرافيتي ، كيف كانت البداية ؟

 بدايتي الحقيقية  مع الفن كانت منذ ان كان عمري 20 اي منذ ثلاث سنوات قبل ذلك كنت هاوي واحب الرسم واللوحات لكن لا استطيع أن اسمي ألقب نفسي بالفنان، الجرافيتي  كان مدخلي للفن ، جاءت الفكرة عندما كنت مجتمع مع  2 من أصدقائي  الذين يجمعني معهم حب الرسم والألوان، فكرنا في فن الجرافيتي لأنه غائب عن الجمهور البحريني ، وكنا نطمح إلى الابتعاد عن التقليدي وتقديم الجديد ، كانت البداية على حائط منزل صديقي  ومن خلال هذه التجربة اكتشفنا  أن استخدام الرش  في الرسم يختلف عن الفرشاة  او الرسم العادي على ورقة . بعد ذلك قمنا بالبحث على الأنترنت عن هذا الفن ، وكيفية استخدام الرش في الرسم ، وحاولنا أن نعلم نفسنا بنفسنا إلى أن اتقنا  الجرافيتي ، وشاركنا في العديد من الفعاليات الفنية .

  •     هناك العديد من الفنانين تأثر توجههم الفني بمحيطهم الخارجي  ، هل نستطيع القول ان اتجاهك للجرافيتي  سببه وجودك  في كندا لفترة وتأثرك بالثقافة الغربية ؟

لا ..ليس هناك علاقة  بين وجودي بكندا و الجرافيتي لأنني قررت الأتجاه للجرافيتي لأنه فن غائب عن  البحرين ، ولكن يمكننا القول أنني  قد تأثرت بوسائل الإعلام ربما أو  بالثقافة الغريبة  ، كما أن تشجيع أصدقائي وخصوصاً صديقي الفنان  محمد العبار “Leon D”  الذي كان من أكثر المشجعين ، وهو أيضا من عرفني على فنانين الجرافيتي  الآخريين خارج البحرين .

  •      ذكرت أنه كانت لك العديد من المشاركات الفنية ، حدثنا عن هذه المشاركات ؟

 كانت أولى المشاركات مع معرض الرواق في معرض فني يحمل اسم   “الفن لمكافحة السرطان” ،  تلتها مشاركة اخرى على حائط  معرض الرواق الخارجي  ، وشاركت أيضاً في مهرجان تاء الشباب الثاني  في حفل الافتتاح ، و كانت المشاركة عبارة عن رسم على الأجساد وهذا بجد ذاته تجربة فريدة أن أرسم على أجساد أشخاص ، كما شاركت في فعالية الرسم على الإسفلت التي نظمها تاء الشباب أيضاً ،  وخلال هذه المشاركة ، إلتقينا بأشخاص من السعودية ، أعجبوا برسوماتنا ، وأخبروا شركة “أرامكو ” عنا ، بعد ذلك اتصلت بنا الشركة وطلبت منا المشاركة في الرسم على جدارية في السعودية ، وبالفعل شاركنا في السعودية ورسمنا على مساحة تزيد عن 30 متر .

الجميل في الأمر أنه عندما وصلنا  إلى السعودية اكتشفنا انه هناك  15 شخص قادمون من جدة  من بينهم 4 فتيات  سعوديات يرسمون جرافيتي  ، كما التقينا فنان جرافيتي كندي من أصل تونسي متنخصص في رسم الحروف العربية في كندا  ، وهذا ما جعلنا نشعر بالسعادة  لأننا تعرفنا على فنانين آخرين  ، واكتشفنا  أن فن الجرافيتي موجود في الخليج  ، بعد ان كنا قد أصبنا بشيء من الإحباط لعدم وجود التشجيع في البحرين ، وخاصة أن الفن هنا يتجه نحو الكلاسيكية .

  •    هل هناك رسالة معينة تودأن تصل للمتلقي من خلال رسمك للجرافيتي ؟

الفن هو وسيلة تأثير مهمة ، ومن الطبيعي أن تحمل اللوحات رسائل معينة يود الفنان إيصالها للناس ، مثلما فعل   الفنان امريكي Sheppard fairy” ” حينما رسم لوحة بها امرأة محجبة ، هو أمريكي مسيحي في مجتمع ليس له علاقة بالحجاب أصلاً ، ولكنه أراد إيصال فكرة النضال من أجل المبادئ  من خلال لوحته .

وبالنسبة لي فقد اتجهت إلى الجرافيتي  من الاساس للفن كوسيلة من وسائل الاتصال والتأثير على الآخر ،  وأرى أن الفن أسمى الطرق التي من الممكن أن يتبعها الإنسان لطرح قضاياه وأفكاره ، كان الحافز  محاولة خلق شيء جديد  وكسر الفكرة التقليدية التي يحملها الناس في اذهانهم عن الفن ،  وكذلك في الجرافيتي ، فالجرافيتي غالباً ما يكون عبارة عن حروف ترسم على الجدران ، ونحن نحاول ادخال الرسومات  إلى هذا الفن ،كما أن حبي لتوعية الآخرين ايضاً دفعني في الاستمرار في الجرافيتي ، وأرى أن هناك العديد من المواضيع التي يجب أن أطرحها كموضوع المساواة بين الرجل والمرأة ، التفكير النمطي ورفض الآخر ، وعدم احترام إنسانية الآخرين  وخاصة العمالة الأجنبية في بلادنا ،فعبر الفن أتمنى أن أصل إلى مدينة أفلاطون المثالية ، لكل إنسان رسالة وهذه هي رسالتي .

  •     كفنان شاب .. كيف ترى واقع الفن في البحرين ؟

الفن في البحرين  يميل إلى القديم ، اللمسة الجديد في الفن نادراً ما نراها موجودة ولكن هناك فنانين مبدعين ولكن واقعهم يفرض عليهم أن يجاروا  التيار الحالي و هو الفن التجريدي  الذي اتبعه كبار الفنانين ، كما أن مشكلة الفن كمشكلة باقي المجالات ، وهي عدم تقبل الفنانين لبعضهم البعض ، وهذا ما نره من خلال الجلسات الحوارية التي تجملع بين مختلف الفنانين ، فنرى  بالبعض منهم  يوجه النقد اللاذع الذي يقترب من التطاول وأحياناً يصل إلى السخرية  إى أعمال الآخرين لمجرد أن يثبت أنه الأفضل ، ومن وجهة نظري أرى هذا تجرد من الإنسانية وعدم احترام للآخر .

  •    ماهي العقبات التي واجهتمها كرسام جرافيتي شاب ؟

العقبة الأكبر هي قلة الأدوات المستخدمة في  الجرافيتي لعدم انتشار هذا الفن في الوطن العربي ، كما أنه لا يوجد مكان نرسم فيه ، فصحيح أن الجرافيتي قد يعتبر عمل خارج عن القانون أحياناً ولكن في أمريكا مثلا هناك أماكن مخصصة للشباب للرسم على الجدران ومزاولة هذا الفن  ، كما أنه لا يوجد تشجيع   أحياناً نتعرض للسخرية من الاخرين  وفي مرة من المرات نعتت رسوماتنا ” بشغل  بالشحاذين ” .  بالإضافة إلى الأنانية من الفناين الكبار .

هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات