ما أعظم سر لتحقيق دخل ماليٍّ مجزٍ؟

ما أعظم سر لتحقيق دخل ماليٍّ مجزٍ؟

هل سألت نفسك هذا السؤال من قبل؟ وما إجابتك عنه؟ أرجو أن تتوقف قليلاً وتتفكر في هذا السؤال وتقلبه في رأسك. انظر مثلاً لمن يحصل على دخل مجزٍ ممن تعرف، لا تضع حدودًا على أفكارك ولا تستثنِ أحدًا منهم مهما كان المجال الذي يعمل فيه. المهم أن تتساءل: ما الذي جعل هذا الإنسان يحقق الدخل المجزي؟ وما العوامل التي ساعدته على ذلك؟

إن المتأمل في مصادر الرزق عند من يحقق الدخل المجزي من الناس، يجد أن هناك سنة وقانوناً عاماً يكاد لا يتغير عند كل البشر بغض النظر عن جنسهم أو لونهم أو حتى دينهم. فهل لاحظت هذا القانون؟ فكر قليلاً وسيظهر لك جليًا.

إنه الندرة! .. نعم إنه قانون الندرة؛ ما الذي يجعل عشرات النوادي الرياضية تتسابق لتدفع عشرات الملايين من الدولارات لفتى لم يبلغ العشرين وقد لا يحمل حتى شهادة تعليمية، ليلعب مهاجمًا في فريقها لكرة القدم؟ إنها الندرة فما لدى هذا الفتى من مهارات وقدرات لا يوجد عند كثير من غيره، فارتفع ما تجلبه له من عائد مالي ومعنوي.

 إن هذا القانون هو ما يعرف في الاقتصاد بقانون العرض والطلب. فإذا جاء موسم فاكهة ما وكثر المعروض منها نقص سعرها تلقائيًا وما يدفع لطبيب جراح ماهر يجري جراحات صعبة ومعقدة وهو واحد من قلة قليلة تجري مثل هذه العمليات أكبر بكثير مما يدفع لطبيب عام يوجد الكثير من الأطباء غيره ممن يقوم بمثل عمله.

ولعلك تتساءل الآن؟ ولكن! هؤلاء موهوبون بالفطرة! .. وأنا أقول لك إن الوهاب سبحانه وتعالى أعطى كل إنسان قدرات وطاقات تمكنه من الكسب. صحيح أن هذه المواهب تتفاوت بين إنسان وآخر، إلا أن لدى كل إنسان الحد الأدنى الذي يمكنه من كسب عيشه. والعجيب! أن الرازق الرحيم سبحانه وتعالى يسهل رزق من تعذَّر عليه الكسب بسب تعطل مؤقت في استخدام طاقاته وقدراته مثل ابن السبيل أو من ليس له القدرة على الكسب كأصحاب العاهات والأمراض المزمنة وقد جعل لهم حقًا في أموال الأغنياء من زكاة وصدقة.

 

المهندس سلمان الشمراني – مستشار هندسة الأعمال والتنمية البشرية

هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات