قتل وسرقة وتجارة ممنوعات.. GTA ترسيخ لكل السلوكيات الخاطئة

قتل وسرقة وتجارة ممنوعات.. GTA ترسيخ لكل السلوكيات الخاطئة

قد تبدو لعبة مسلية لأقصى درجة، لكنها بعيدة كل البعد عن الإيجابيات في تناولها للسلوكيات العامة.

لعبة “لص السيارات الكبير” أو Grand Thief Auto والمعروفة اختصارا بـGTA، واحدة من أكثر الألعاب الإلكترونية شعبية عالميا على مدار سنوات عديدة، وهي أيضا إحدى أكثر الألعاب إثارة للجدل، لكنها مع ذلك متوافرة بإصدارات عديدة لكل منصات الألعاب بمختلف أنواعها.

هى لعبة هدامة لكل القيم، ففيها قتل وسرقة واعتداء بالضرب وتجارة في الممنوعات كالمخدرات والأسلحة إضافة إلى تعارضها مع القيم العربية والإسلامية.

جميع شخصياتها منحلة أخلاقيا، فأكثر أوقاتهم يقضونها داخل الملاهي الليلية المنحرفة والمراقص والأماكن المشبوهة، كما أن ارتداء أزياء البحر الخليعة أمر عادى في الشوارع، كل هذا إلى جانب ترسيخها مبادئ العنف والشر وخلافه وتأثير ذلك على من يمارسها خاصة عند الأطفال الذين من المفترض ألا يمارسوها باعتبارها لعبة للبالغين فقط من ذوى الثمانية عشر عاما فأكثر.

وتقوم فكرة اللعبة على شخص (لص محترف) اعتاد سرقة السيارات والسير بها داخل طرقات المدينة، وفي طريقه يتلذذ بالاعتداء على الأبرياء وقتل بعضهم إما بدهسهم بالسيارة أو قتلهم بإحدى الأسلحة التي يحصل عليها من خلال الاستمرار والتنقل بين مستوياتها.

وتجذب GTA لاعبيها بالحرية الشديدة والمرونة التي تتسم بها، فهي ليست مجرد لعبة تعتمد على اقتناء سيارة أو سرقة أخرى والسير بها فقط في الشوارع، وإنما للاعب الحرية في السير أو الركوب في مختلف وسائل المواصلات من سيارات أجرة وخاصة ودرجات نارية وأتوبيسات وأحيانا تتيح قيادة قطار أو طائرة أو حتى وسائل غير تقليدية مثل الدبابات العسكرية وغيرها، وهو الأمر الذي صنع لها شعبية جارفة وجعل ممارسها لا يمل من كثرة اللعب.

كما يستطيع اللاعب الدخول في عديد من الأبنية واكتشافها من خلال تخطيه لمستويات GTA، إضافة إلى مقابلة أشخاص آخرين والحديث معهم والمطاردات بين أفراد العصابات والشرطة وغيرها من المشاهد المتنوعة والكثيرة التي توفرها اللعبة.

لعبة GTA متواجدة على ساحة ألعاب الكمبيوتر منذ فترة طويلة، وشهدت تطويرا كبيرا من تطور أجهزة الكمبيوتر نفسها، فالإصدار الأول منها كان مصمما للعمل على أنظمة MS DOS البدائية، أي أنها لا تتطلب حتى وجود نظام تشغيل Windows أو ما شابه ذلك.

ومع ذلك كان الإتقان البالغ في تصميمها والرسومات الموجودة بها وإن كانت ثنائية الأبعاد 2D إلا أنها حظيت بقبول غير عادى في تلك الفترة، فكانت تعد الأقوى فكرة وتصميما وقتها إضافة إلى الحرية الشديدة التي تتسم بها في الوقت الحالي.

وظلت هكذا لفترة طويلة وحتى صدور الإصدار الثاني منها، والذي اشتهر بـGTA 2، وكان بداية لاستخدام الكائنات ثلاثية الأبعاد 3D، ومع ذلك ظلت خطورتها أقل بالنسبة للـ”الانحلال الأخلاقي” الذي يميزها، فلم تكن تلك الرسومات والجرافيكس المتواضعة لتعبر عنها رغم وجود الفكرة نفسها في القتل والسرقة والاعتداء والاتجار في الممنوع.

 

محمد غانم

هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات