قصتنا مع النهضة

قصتنا مع النهضة

تبدأ قصة كل منا مع النهضة دون أن يدرك بعد أنها بدأت … فنحن عادة لا نعبر عن كلمات كبيرة ككلمة النهضة إلا عند الكبر ، لكننا نعيش أسئلتها وحيرتها وتخبطها في مرحلة مبكرة من العمر ..فكل سؤال لا نعرفة حين نبادر به أحد والدينا .. يعبر عن روح فكرة النهضة، وكل حيرة من حيرتنا عن هذا الكون من فضاءه الرحب حتى أبسط ما صنع الانسان كالأبرة هي بنت روح هذه الكلمة الكبيرة .. النهضة.

انظر حولك جيدا .. ابدأ بالأمور الكبيرة التي تراها بوضوح ثم الأصغر فالأصغر .. فكر فيها قليلا .. ما الذي يجول في خاطرك الان؟ إنها مجموعة من الاسئلة الكثيرة التي تبدأ بكيف ولماذا ؟ من ومتى ؟ ماذا لو ؟

نعم استمر فكل ما تراه حولك بدأ بسؤال ..هذا السؤال حين اجاب عليه أحد ما فيعني هذا أنه نقل البشرية والعالم كله لعالم جديد ، وقدم لهم حلولا لمشاكل كثيرة، وطرق ابداعية فيما نحتاجه في الحياة من اختراعات.

هي رحلة تبدأ بسؤال في خاطرك …يتحول السؤال لبحث ونظر ..ثم الى تجربة وعلم .. ثم الى اختراع نراه اليوم أنا وأنت وكل الناس.. تعال بنا ننتقل الى كلمة علم وعلوم . . ففيها بقية القصة…التي ستنقلنا الى ما نريد تحقيقه في الحياة.

ها نحن قلنا أن السؤال يعبر عن النهضة ..ماذا بعد؟

المدرسة والجامعة هي بنت النهضة كذلك ..أعرف ما الذي يجول في خاطرك الان ..أنك لا تحب المدرسة والدراسة و ترغب في الانتقال سريعا من فضاء الكتب والمدرسين الى فضاء العمل والحياة دون واجبات مدرسية مملة ..قد يكون معك حق حين تتذمر من كل ما سبق ..ولكن انتبه فالمدرسة شيء والدراسة شيء آخر ..المعلم شيء والعلوم شيء آخر  .. الحفظ شيء، والفهم شيء آخر ..  الامتحانات والشهادة شيء، والحياة شيء آخر .

فالعلوم تتجاوز الصف والاختبار والشهادة ..العلوم هي بنت كل ما تراه حولك .. هي أن تركب السيارة وأنت ذاهب للمدرسة وتعلم أن رحلة صنعها قديمة جدا بدأت منذ عصور كانت تنظر لشكل المستقبل بشكل مختلف أنت تعيشه اليوم ..حياة أسهل وآمن وأفضل مما سبق ..هي عصور حولت  العلوم لمخترعات ومصانع وأبراج ..هي علوم تحاول حل كل مشكلة تظهر .. هي علوم تعالج الانسان من أمراضه.. علوم تجعل منزله أكثر أمنا وجمالا .. علوم تجعل حياته أسهل  تواصلا ..كل ما حولنا علوم بدأت بالنظر ثم بالمعمل التجريبي ثم انتقلت بعد نجاحها لحياتنا .

هي إذن فكرة العلوم التي تبني الحياة وليست المدرسة التي تعطينا شهادات فقط.. ومعنى هذا أن ننظر لكل ما حولنا ونكتشف قصة بداياته ..كيف فكر فيه الاوائل ؟وكيف طوره المخترعون ؟ وما هي صفات هؤلاء المخترعين الذين أناروا لنا كل شيء اليوم باكتشافهم للمصباح ، وكيف أصبحنا نتكلم مع بعضنا من مسافات بعيدة جدا ؟ باختراع التلفون والجوال؟ وكيف أصبح العالم اليوم مكانا يحترم العلم والعلماء كونهم يقدمون للبشرية كلها الكثير من الاختراعات والانجازات التي تساعد في أن تكون حياتنا أفضل.

ها نحن قلنا أن السؤال هي جزء من النهضة .. والعلوم هي جزء اخر كذلك  من النهضة …وهذا يجعلنا نكتشف شيئا فشيئا قربنا الشديد من معاني النهضة في حياتنا، فلنستكمل تلك الرحلة الشيقة.

دور المساهمة

(ما شاء الله عنه ذكي وشاطر .. النهضة هذه شكلها يبيلها حد ذكي وشاطر ..ويني ووين الاختراعات والعلوم وأسئلة تعور الراس ..خلني على قدي ..وخلي الاذكياء يفكرون ويخترعون لنا)!

لو تفكر بهذه الطريقة دعني أقول لك أين المشكلة في هذا الكلام؟

أولا أنك تفترض أن بعض الناس أذكياء بس وأنك للاسف لست منهم، والحقيقة أن كل شخص لديه ذكاء معين يختلف عن ذكاء الآخر، بمعنى لا أحد يخترع في مجال الهندسة وفي نفس الوقت يخترع في مجال الطب أو الاتصالات او ..الخ. لكن كل شخص يحب علم من العلوم أو يفكر في تخصص من التخصصات وينوي أن يقدم شيء جديد فيه يفيد وطنه والعالم من خلاله.

وهذا يعني أنك ذكي بطريقة تختلف عن ذكاء الناس ، وثانيا يعني  أن كل ذكي سيساهم في ما يفهم ويقدر عليه، وهذا يقودنا لنتيجة مهمة تخص النهضة، أن كل انسان هو مساهم في النهضة، واحد مخترع ، الثاني مؤلف ، الثالث باحث ، الرابع والخامس ووو ..الخ.

كل واحد فينا ذكي بطريقته ..وهذا معناه أن النهضة هي مساهمتك ومساهمتي ومساهمة كل الناس .

عليك اذا أن تحدد دورك في النهضة (ما الذي أريد أن أساهم به في نهضة أمتي؟) بحيث تكون جزء من النهضة ..وإياك أن تظن أنك قادر على فعل كل شيء لوحدك ..فهذا فخ كبير ان دخلته لن تستطيع الخروج منه إلا لو حددت دورك في النهضة وعرفت أنك أحد المساهمين في صناعة النهضة.

فالنهضة تخصنا كلنا ..ودورك فيها  أن تقوم بما تستطيع..وليس أن تؤدي وتفكر ما يجب على الناس القيام به.

سؤال ..علوم ..مساهمة .. هي أول معادلة عليك فهمها وإتقانها.

 أحمد درويش

هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات