“الأكنبي”.. فيلم يعكس زيف الإعلام المصري في دقيقة ونصف

“الأكنبي”.. فيلم يعكس زيف الإعلام المصري في دقيقة ونصف

في مدة لا تزيد عن دقيقة ونصف فقط، يعكس واحدا من أقصر الأفلام الكرتونية عالية التصميم، مشاهد الزيف في الإعلام المصري الحالي، والتي تنقل واقعا مغايرا تماما للحقيقة، وإلى جانب ذلك يحمل الفيلم القصير بين طياته مجموعة من الرسائل للمتلقي.

“الأكنبي” هو فيلم كرتوني مصمم بتقنيات الرسوم الجرافيكية عالية الإتقان، رغم أنه من إنتاج بعض الهواة من الشباب المصري، يتكون من مجموعة من المشاهد السريعة والمتلاحقة، والتي لا تضم إلا شخصية البطل فقط وهو “الأكنبي” نسبة لما يعرف بـ”حزب الكنبة” وهو اصطلاح انتشر على مدار عامين ونصف منذ بداية ثورة 25 يناير المصرية، إشارة للمواطنين السلبيين الملازمين لـ”كنبة” بيوتهم، ولا يكترثون بما يدور حولهم من أحداث، ومع ذلك لا يكفون عن الإدلاء بآرائهم –السلبية أيضا- في أمور السياسة وحياة المصريين.

يبدأ الفيلم مشاهده من “شارع الكنبة” الذي يسكن فيه المواطن “الأكنبي”، وتمر كاميرا الفيلم سريعا على بعض المشاهد، منها ما يصور الحارة الشعبية وبها مركبة “التوك توك” المنتشرة هناك، وتدور في الخلفية مجموعة من الأصوات لمواطنين يشكون غلاء الأسعار والمتسبب فيها –يقصدون الانقلاب العسكري على الرئيس الدكتور محمد مرسي- وأصوات لآخرين يعيشون حياتهم الطبيعية دون اهتمام بما يدور من أحداث، بينما ترصد الكاميرا إلى جانب المشاهد، صوت لحوار بين بائع خضروات وسيدة تشكو غلاء أسعار ثمار “البطاطس”، ثم ينتهي الحوار لأن تقرر هذه السيدة عدم الشراء من البائع، الذي يظهر من حديثه أنه يؤيد “الانقلاب” الذي تسبب في هذا الغلاء.

aknabi5

تنتقل الكاميرا بعد ذلك عبر العمارة الصغيرة التي يسكن بها “الأكنبي” وخلال ذلك ترصد التباين الشديد بين مواقف ساكني العمارة، من خلال نوعية الأغاني التي يسمعونها ويظهر صوتها في الخلفية، فبعضهم يسمع أغاني تمجد في “الانقلاب” وأخرى تنتقد ممارسات “الانقلابيين” وغيرها، ثم تدخل الكاميرا إلى شقة بطل الفيلم.

يجلس “الأكنبي” على أريكة منزله، ممدا قدميه على المنضدة أمامه، ويظل يطالع قنوات التلفزيون الرسمي، ليجد بثا مباشرا على القناة الرسمية لشارع “الكنبة” الذي يسكن به الأكنبي، فيطمئن أن الشارع هادئ، ثم يغفو قليلا ليستيقظ على أصوات هتافات شديدة من مئات المتظاهرين تطالب بإسقاط “الانقلاب” وإنهاء الحكم العسكري.

يطل “الأكنبي” من شرفة منزله، ليجد مئات المتظاهرين، فيعود ليطالع المشهد على التلفزيون فيجده كما هو بينما شريط الأخبار يؤكد “هدوء” شارع الكنبة، يدرك الأكنبي حينها أنه وقع مثل الملايين غيره ضحية لإعلام كاذب مزيف، يخدم مصالح القائمين عليه فقط، فيقرر الأكنبي أن ينهي هذا الخداع، ويقدم على تهشيم تلفزيونه وهو المشهد الأخير في الفيلم.

الفيلم من تصميم الشاب عبدالله سعيد، وأصوات عمر صبحي وسهيل فتحي، وتحريك الرسومات بواسطة أبو بكر ناصف.

هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات