مستخدمون يتبادلون الذكريات حول أجهزة “الماضي ” الرقمية

مستخدمون يتبادلون الذكريات حول أجهزة “الماضي ” الرقمية

الحنين إلى الماضي، هذا ما يمكن أن يوصف به محبو اقتناء الأجهزة الإليكترونية القديمة، والعودة إلى استخدامها من حين لآخر، على الرغم من أن الأمر لا يصل لمستوى “ظاهرة”، لكن حنين الماضي هذا دفع البعض إلى الإبحار في الإنترنت بحثا عن جهاز “أتاري” قديم، شريطة أن يكون يعمل بكفاءة، أو طلب شراء جهاز كمبيوتر من طراز “صخر” الذي اشتهر في المنطقة العربية في الفترة منذ عام ١٩٨٤، والأغرب أن تقوم هذه الأيام شركات بالإعلان عن تطويرها ألعابا لتلك الأجهزة القديمة، وإتاحتها للبيع وبأسعار مرتفعة.

منذ شهر تقريبا، احتفلت شركة Philips اليابانية بمرور 50 عامًا على ابتكارها لنمط التسجيل الصوتي الشهير “الكاسيت”، والذي قدمته الشركة عام 1963 واعتمد كمعيار قياسي عالمي فيما بعد، واستعرضت الشركة عبر موقعها الرسمي مزايا ابتكارها في هذه الفترة الزمنية، والمميزات التي صحبتها مقارنة بتقنيات القرن الماضي البدائية.

وشركة سوبر فايتر، استغلت العام الماضي هذا الشغف والولع بالأجهزة الرقمية القديمة، لتعلن في 2012 عن استعدادها بدء استقبال طلبات الحجز المسبق للعبة لجهاز “السوبر نينتندو” Nightmare Busters الذي توقف عن العمل منذ العام ١٩٩٨، وبالفعل أصدرت الشركة اللعبة على شكل الكارتردج القديم مع بداية العام الجاري ٢٠١٣، والتي جاءت متوافقة مع أجهزة السوبر نينتندو الأمريكية والأوروبية، وبيعت النسخة منها بحوالي ٧٠ دولارا.

وقبل عدة أشهر، أعلنت إحدى الشركات المغمورة عن تطوير لعبة لجهاز “دريم كاست”، وهو أحد أجهزة الألعاب القديمة نسبيا، هذا الإعلان حرك مشاعر الحنين لدى مقتني هذه الأجهزة في الماضي، ودعاهم من خلال التعليقات الطريفة على المواقع التي نشرت هذا الخبر إلى كتابة ذكرياتهم المصاحبة لأجهزة الألعاب والكمبيوتر القديمة.

وكانت منتديات الإنترنت تزخر بعشرات من المشاركات التي تتحدث عن مواصفات تلك الأجهزة شديدة البدائية، وهي أغلبها صفحات أجنبية وليست عربية، غير أن الكمبيوتر الذي لا يمكن أن ينساه المستخدمون العرب هو جهاز كمبيوتر “صخر إيه إكس ١٧٠” الشهير، والذي صنعته وطورته شركة MSX ضمن سلسلة كمبيوترات كانت شركة مايكروسوفت مسؤولة عن تطوير نظام التشغيل الخاص بها، وهي أيضا من وضعت تصورا موحدا للصناع من أجل تسهيل مشاركة البرمجيات وكان ملحقا به لغة “بيسك” البرمجية الشهيرة.

AlAlamiahAX170-2

وصخر هذا كان أحد الأجهزة التي تمثل تحديا للصناعة العربية، فهو نتاج تعاون بين شركتي “العالمية” الكويتية و”ياماها” اليابانية، وكان يتم تصنيعه بالكامل بالكويت في فترة الثمانينات، بالاعتماد على التصميم وبعض القطع من الشركة اليابانية، ثم تحولت صناعته بعد ذلك إلى اليابان بعد حرب الخليج الثانية، حيث اقتصرت المشاركة العربية في تطوير البرمجيات فقط له عبر شركة “صخر” التي اتخذت من القاهرة مقرا لها.

غير أن البرمجيات العربية نفسها استطاعت أن تنافس بقوة بين مثيلتها في أمريكا وأوروبا، خاصة بعد أن نجحت “صخر” في تعريب لغة “البيسك” وهو أمر مثل تحديا ضخما وقتها، ولم تكتف بذلك، بل استمرت -هي وشركات أخرى غير عربية مثل Konami- في تطوير برمجيات عربية مسجلة على شرائط الكارتريدج المخصصة للعمل على هذا الجهاز، وساهمت تلك التطبيقات في زيادة شعبية الكمبيوتر في مصر ودول الخليج وبالمنطقة العربية عموما.

AX-170

الجدير بالذكر أن مايكروسوفت ساهمت بدعمها المعيار الموحد لكمبيوترات MSX في زيادة شعبيتها ولكن خارج أمريكا، وعلى الرغم من غياب إحصاءات دقيقة حول مبيعاتها، لكن موسوعة ويكيبيديا الحرة في واجهتها الإنجليزية تشير إلى أن حصيلة مبيعات أجهزة MSX حول العالم تخطت وقتها ٥ ملايين وحدة، وهو رقم ضخم للغاية في تلك الفترة.

ومن الطريف ذكر مواصفات كمبيوتر صخر شديدة البدائية، فهو لا يحتوي من الأساس على قرص صلب داخلي، حيث كان يتعين على المستخدم استخدام التطبيقات فوريا دون حفظها، حيث كان الاحتفاظ بالبيانات يتطلب شراء قرص صلب خارجي يصل إليه عبر منفذ شرائط الكارتردج، ولم يكن ذا سعة تخزينية تذكر، لكنها كانت مناسبة لحجم البيانات وقتها، أما عن باقي المواصفات فكانت مساحة ذاكرة “الرام” العشوائية ٦٤ كيلوبايت فقط (أقل بكثير من ١ ميجا بايت حيث تساوي ١٠٢٤ كيلوبايت)، ومعالج الرسوميات كان يعمل بدقة ١٦ لونا فقط، وكانت ذاكرته لا تتعدى ٣٢ كيلوبايت أيضا.

هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات