شارك 50 متطوعة ومتطوعا من الشباب الفلسطينيين والأروربيين في يوم عمل تطوعي في قرية العوجا، بهدف ترميم روضة الأطفال “الجيل الجديد” ضمن مبادرة “يلا شباب”، ويسعى الاتحاد الأوروبي بالتنسيق مع جمعية الرواد الشباب الفلسطينيين (YEP) من خلال هذه المبادرة والتي انطلقت مطلع آذار الماضي وستستمر حتى نهاية الشهر الحالي، الى الترويج لقيم التكافل الاجتماعي والعمل التطوعي عبر توفير فرصة مثالية للشباب لتوحيد جهودهم في الانشطة المجتمعية والتطوعية داخل فلسطين بشكل عام ولاحداث تغيير ايجابي في المدارس المتواجدة في المجتمعات الريفية المعزولة بشكل خاص.
وانقسم المتطوعون إلى مجموعات مختلفة بحيث باشرت كل مجموعة بالقيام بعمل ما بعد تلقي الارشادات والتوجيهات من المهنيين المختصين، حيث قامت المجموعة الأولى بطلاء الجدران الخارجية وتزيينها بالرسومات، بينما قامت المجموعة الثانية بتنظيف القاعة الرئيسية وطلاء جدرانها، أما المجموعة الثالثة فقامت بغرس أشجار صغيرة بمحاذاة الطريق الذي يفصل الملعب من الشارع، والتي ستوفر غطاءً إضافياً للسور الذي يحمي الأطفال الذين يلعبون في الداخل.
وثمن نائب رئيس بلدية العوجا ابراهيم أبو علفة جهود القائمين على هذه المبادرة الهامة، وخاصة في ظل المعاناة الشديدة التي يتعرض لها الفلسطينيين جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، واستمرار نمو وتوسع المستوطنات والتي تؤثر بشكل مباشر على حياة أهالي القرية، شاكرا الشباب المتطوعين المفعمين بالحماسة على العمل الذي قاموا به في روضة الأطفال “الجيل الجديد”.
وعبر محمود أحد أهالي العوجا عن فخره بانجازات المتطوعين والتي ستعود بالنفع والفائدة على المجتمع لسنوات عديدة في المستقبل، وتساءل قائلا “عما إذا كان هؤلاء الشباب سوف يأتون يوماً ما مرة أخرى لزيارة العوجا مع أطفالهم، حينها لن أكون موجوداً، ولكن يمكنني أن أتصورهم يقولون “هل ترى هذه الأشجار الجميلة؟ لم يستغرق زرعها أكثر من يوم عمل واحد، ولكن ها هي، ما زالت قائمة وشامخة وجميلة، اليوم وغدا وإلى الأبد”.
من جهته، عبر الناشط الشبابي شادي زماعرة من “اعلاميون بلا حدود” والذي انضم الى المتطوعين كمنسق عن اعتزازه بمشاركة المتطوعين في هذه المبادرة، وقال: “سيتعلم المتطوعون دروسا عديدة وسيستلخصون استنتاجات مفيدة من هذا العمل التطوعي لاحقا”، آملا أن يصبح هذا البرنامج خطة طويلة الأمد تصب في خدمة وإفادة كافة وأكبر شرائح المجتمع الفلسطيني.
وأعرب المتطوعون عن سعادتهم بما قاموا به، فهم يدركون بأن ما يقومون به بشكل جماعي في يوم واحد يمكن أن يستمر لسنوات عديدة قادمة، حيث قالت آية هريدي، إحدى الشابات المتطوعات: “انا سعيدة للغاية لإمضاء بعض من وقت فراغي في القيام بعمل مفيد، والذي سيعود بالنفع على المجتمع ككل وليس على الصعيد الشخصي فحسب”، وأضافت: “أنا متأكدة من أن أهالي العوجا سوف يتذكرون دائماً كيف ظهرت تلك الوجوه الغريبة والغير معروفة من لا مكان لتجديد روضة الأطفال، فنحن لسنا بدّهانين أو عمال محترفين، ولكن أثر ما نقوم به سوف يستمر بالتأكيد أطول بكثير مما استغرقه منا العمل نفسه”، ورأت فاطمة احدى المتطوعات بأن رؤية الدعم الأوروبي على الأرض هو أمر مشجع للغاية وعبرت قائلة : “هذا الالتزام من جانب الاتحاد الأوروبي يشكل إشارة على أن الشراكة ما بين الأمم لا تعرف حدوداً”.
أكدت الصحفية ربى مهداوي على أن المسألة برمتها تتعلق بقوة وأهمية الشراكة ما بين فلسطين والاتحاد الاوروبي، مضيفة أن هذا النوع من النشاط يرسل رسالة مهمة حول ضرورة تكاتف الجهود لبناء المجتمعات، للتأكيد على دور الشراكة الجماعية بازالة العقبات القائمة في الحياة اليومية.
يذكر أن مبادرة الاتحاد الأوروبي “يلا شباب” تضم العديد من الأنشطة بالشراكة مع الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة غير أيام العمل التطوعية والتي يقوم المتطوعون فيها بزيارة المناطق والقرى الريفية في جميع أنحاء الضفة الغربية لإظهار روح التكافل مع المجتمعات المحلية المعزولة من خلال ترميم المدارس ورياض الأطفال، بالاضافة الى اجراء محاضرات حول الشؤون الحالية في الجامعات المحلية، وتنظيم الندوات السياسية في الجامعات الفلسطينية، وتنظيم أيام إعلامية حول الدراسة في دول الاتحاد الأوروبي، وتحضير مجموعة من الأنشطة الثقافية، إضافة إلى مسابقة صحفية تستهدف طلاب الإعلام والخريجين الجدد.
وكالة معا الإخبارية
هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات
الوسومفلسطين مبادرة تطوعية يلا شباب