يُخيَّل لَك بأن الظَلام يبتلِع أحلامك. وهذا العالم الكبير، كوحشٍ ينتظِر اللحظةَ المُناسبةَ لينقضّ على طموحِك. قاربك، لا مِجداف له، والبحر هائِج ..هائِج لا مَفَر ، وأنت تعتقِد بأنها النِهاية.
الشوارِع ﻻ نهاية لها، وهذه الطريق حالكة جدّاً، أشجارُ الأرصِفة كالأشباحِ المُخيفة. تَرقب تحرّكاتك، تسخَر من سقوطِك، و تنتشي حينما تبكي أنت.
فوقك سماء تحتضنُ شمساً لو أبصَرتها لما ظننت بأن النهاية هُنا، ما أجملها! هذه الشمس تُخبِرك كُل صباح بأن الغُروب ليسَ إلا ولادة جديدة لشروقٍ أفضل.
وهذه الشمس يا صديقي تُعلّمك كيفَ تَخلِق من ظروفك قوّةً، ومن همومك منفعة.
تُعلّمك كيف تنفض الغُبار عن نفسِك وتقِف ، ناصِباً هامتك مُكمِلاً طريقك كي لا تجعَل لِمن ينتظر سقوطك لحظةَ فرحٍ واحِدة، ولكَي تسير ، و تحيا.
قوارب أحلامِنا، قَد يُحطّم هذا العالم مجاديفها، وفي نفس الوقت قد يُصاب البحر بهيستيريا مُخيفة! فيُزعزعنا ويُقلِّبنا، لا بأس في ذلِك، أنت لا زِلت تمتلِك القارب بأكمله.
حُطام المجداف لَن يَنفعك فاتركه وامضِ بحثاً عن مجدافٍ آخر، جدِّف بيديك أو حتى بقدميك! لكن لا تتوقف أبداً.
العالم لا يقتُل الأحلام إلا إن صرّحنا نحنُ له بِذلِك. احرِص على حُلمِك، ضعه نصب عينيك و واصِل السير.
إن أُغلِق باب سيُفتح غيره، وإن ضللت طريقاً ستجِد طريقاً أفضل. اجعَل هذا القلب وطيد الصِلة بالله، و ثِق بأن الله لن يُضيع لك تعباً أبداً.
سيرزقك .. سيكرمك .. إلى أن ترى حُلمك ماثِلاً أمامك مُبتسِماً يَود احتضانك. أنتَ تعلم بأنّك تستحِق الأفضل ، لذلِك تسعى للأفضل.
هذا العالم يجهلك و من يجهل الشيء يا صديقي لا يُقدّر قيمته.
دعكَ من العالم! قدِّر نفسك و خُذ بيدِها لتُكمِلا الطريقَ معاً. وعندما تصِل ، سيعلم العالم كَم أنت عظيم!
وأنت ستشعُر بِلذّة الانتصار التي لم تتذوّق عسلها إلا بعد ما تجرّعت علقَم العقباتِ والفشل.
يا صديقي، إن حرمَك العالم حُلماً بغير عدل، خُذ حلمك من السماءِ بعدلِ الله ، لن يتركك الله أبداً. حلمك لن يَرحل إلا إن تركته أنت ورحلت. ﻻ تتركه، لن يتركك، و ستصل رغمَ أنفِ الجميع.
ديما الرواشدة
هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات
الوسومالأمل الانتصار الحلم الحياة الرزق الطموح