استحوذ “الشنكبوت” على اهتمام عالمي بعد فوزه مؤخراً بجائزة “إيمي” العالمية للأعمال الرقمية. مجموعة من الشخصيات غير المعروفة أصلاً في عالم السينما صنعت الفكرة ثم أنتجت هذه الدراما العربية، التي أنتجتها شركة “أفلام بطوطة”.
و”شنكبوت” كلمة لا معنى لها سوى أنها هي مزيج من كلمتي “الشبكة” و”العنكبوتية”، لكنها لفتت الأنظار مؤخراً بعد إطلاق موقع الشنكبوت http://www.shankaboot.com الذي لاقى رواجاً كبيراً بعرضه مسلسل شنكبوت الذي أعد خصيصاً للإنترنت.
لدى الدخول إلى الموقع الخاص لـ “الشنكبوت” تطالعك العبارة الآتية: “عرّفوا عنه على طريقتكم الخاصة”، وتبرز هذه العبارة أيضاً على صفحة الـ”شنكبوت” على موقع “فايسبوك” فتتنوع الأجوبة، رغم أن كل عضو يتّسم بصفة “الشنكبوتي” بمجرّد انضمامه إلى المجموعة. والموقع –وفق ما علمنا- يتولى تمويله صندوق التنمية التابع لمحطة “بي بي سي”.
أما المسلسل الخاص بالموقع فمدعوم من شركة “زيكو هاوس”، وهو مكون من ثلاثين حلقة، من إخراج أمين درة، تتراوح مدة كل حلقة بين 4 و5 دقائق. وتتمحور أحداثه حول الشاب سليمان (١٥ سنة)، الملقّب بـ”الشنكبوت ملك الديليفيري”، الذي يقطن على سطح أحد المباني القديمة، ويتنقل بين الناس ليلبي نداء سكان بيروت المكتظة.
وقد أُنتج من “شنكبوت” حتى الآن أربعة أجزاء: “شنكبوت 1” عالج أحلام الفتاة اللبنانية – “شنكبوت 2” طرح موضوع العاملات الأجنبيات في لبنان والظلم الذي تتعرض له إحداهن- “شنكبوت 3” اهتم بموضوع المخدرات -“شنكبوت 4” فتح موضوع السلاح الموجود بين أيدي اللبنانيين في أحياء بيروت.
ويشارك مع سليمان في البطولة شابة اسمها رويدا (19 سنة)، كانت قد هربت من منزل والديها من دون أن يكشف العمل السبب في ذلك فوراً، إضافة إلى شخصية غامضة، يجسدها شادي (26 عاماً). وبالعموم فإن العمل يقرب المشاهد من واقعه، بأسلوب بسيط، لا سيما الشباب. وتعتبر تجربة “شنكبوت” الأولى في لبنان وفي تاريخ دراما الانترنت العربية، وأهميتها تعود إلى طبيعتها، وإلى أن الأفكار التي تطرحها لصيقة جداً بالشباب.
ونظراً إلى أهمية هذه الظاهرة الفريدة فقد كرم وزير الثقافة اللبناني سليم وردة أسرة مسلسل “شنكبوت”، فيما عقدت شركة “أفلام بطوطة” مؤتمراً صحافياً برعاية وردة، قبل أيام، في قصر الأونيسكو، واحتفلت خلاله بالجائزة التي فازت بها الشركة في مهرجان “كان” للتلفزيون في فرنسا.
منتجة هذا المسلسل؛ كاتيا صالح قالت خلال الحفل إن مسلسل شنكبوت هو “مشروع تفاعلي يعتمد على جمهوره، وعندما بدأناه اتجهنا إلى شباب مدمن على الإنترنت توقّف عن التوجه إلى التلفزيون لأنه لم يعد يهمه”. وأضافت: “لم أتوقع أن أنجح لأن تقنيات المشاريع الثانية أفضل، والإنترنت في بلدانها أحسن منه في بلدنا لكنّ لجنة الحكم رأت أن قصتنا أقوى قصة، نابعة من القلب”. ولفتت إلى أن “أناساً كثراً انتقدونا لأننا نتكلم عن شيء ليس جميلاً في لبنان. نحن نتكلم عن كل شيء في لبنان، الحلو والبشع”. وبدوره، أوضح مخرج “شنكبوت” أمين درة أنه في الويب تكون العلاقة مباشرة وقوية مع مشاهدي المسلسل، فيعلِّقون على الحلقات. و”سبب حب الناس لشنكبوت هو أنه يتكلم مثلهم”.
هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات