ومن الرياضة نتعـلم الدروس ..

ومن الرياضة نتعـلم الدروس ..

المباراة الأخيرة في كرة القدم بين أعرق وأقوى فريقين في قارة أوروبا ، الفريق الألماني ” بايرن ميونيخ ” والفريق الأسباني ” برشلونة ” ، لم نخرج منها وقد استمتعنا بفنون ومهارات لعب الكرة فحسب ، بل خرجنا بعدد من الدروس الحياتية التي جسدها على أرض الواقع أو الحياة ، لاعبو الفريقين لاسيما الفريق الألماني ..

  أول الدروس التي أتقن وأجاد الألمان في تعليمها للملايين من المشاهدين ، تلك الهمة العالية التي وضحت منذ البداية ، عبر تصميم ورغبة شديدة في تحقيق انجاز للفريق وتاريخه ، يتحدث عنه الملايين في اليوم التالي للمباراة وقد كان ..

  ثاني الدروس التي استمر الألمان في تكرارها للملايين كي تُحفظ في الأذهان والقلوب وفي الوعي واللاوعي وحتى الدقيقة الخيرة من عمر المباراة ، هي عدم التراخي في أي لحظة من لحظات عملك نحو تحقيق هدفك . لعل من تابع المباراة كاملة أدرك كيف كان الألمان متعطشين لانجاز ينتظرونه منذ أربع سنوات مع خصم قوي لا يستهان به .

  يحرز الألمان هدفهم الأول فلا تتوقف ماكيناتهم عن الحركة بل وجدتهم يزيدون في دقة اللعب وتجويده ، فيأتي الهدف الثاني ، ولم نلحظ أي تراخ منهم أو تراجع بعذر المحافظة على الهدفين ، بل يستمرون فيأتي الثالث ، ويظن كل من يشاهدهم أنه قد آن الأوان للتراجع وتأمين المناطق الدفاعية واستهلاك ما بقي من الوقت في تمريرات بينية بقصد إضاعة الدقائق الباقية من المباراة ، ولم يحدث ما كان أغلبنا يعتقد ، واستمر الألمان على وتيرة اللعب التي بدأوا بها .. مهاجمة مستمرة  على الفريق الأسباني القوي ، رغم خطورة هذا السيناريو مع فريق يمكنه من تسجيل الأهداف من أي مكان وفي أي زمان ، ولكن مع اصرار وعزيمة الألمان ، تاه الأسبان وذاقوا المرارة نفسها التي أذاقوها قبل أربع سنوات لخصمهم الألماني ..

  مفهوم العمل الجماعي مع بث روح الحماس والإصرار على تحقيق هدف ما ، من أبرز العوامل التي تعمل على تحقيق النجاحات والانجازات ، وهذا ما نفتقده في كثير من مشروعاتنا الحياتية ، ونفتقده كذلك في مؤسساتنا المختلفة . ولعلنا من خلال مباراة رياضية مثل التي نتحدث عنها ، نقدر الخروج بدروس واضحة المعالم في تسعين دقيقة ، تغنينا عن آلاف النظريات والدورات في أيام وأسابيع .. والسؤال الأهم : كيف نستلهم العبر من مثل هذه المباريات ونستخلص الدروس ومن ثم نتعلمها ونتقنها كي ينتهي بنا المطاف إلى التطبيق العملي على أرض الواقع .. متى يمكن أن يحدث هذا ؟

 

عبدالله العمادي 

هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات