ما الذي يفصلنا عن الواقع؟، هل يمكن تجنب الخطيئة، وهل يمكن العيش معها؟ وهل النسيان يكون أحياناً مطلقاً؟ وهل معرفة الحقيقة تشفي أم تدفعنا أحياناً للانتحار؟ ”
من خلال هذه الأسئلة لخص الكاتب الشاب عمرو الجندي مشاهد من روايته الأخيرة “313” والتي يصفها من خلال المقدمة د.بيتر سميث رئيس المركز الطبي بمدينة كارسون بالرواية التي تمس كل نفس إنسانية حيث نجح الجندي في رسم ملامح روايته البديعة الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية وتقع في 380 صفحة من القطع المتوسط، ورسم غلافها الفنان أسامة علاّم، وهي الرواية الثالثة له بعد روايتيه ” فوجا ” 2011، و ” 9 ملي ” 2012.
ومن الغريب أن يعلق على الرواية طبيب لكن ما يذهب الحيرة أن الكاتب يواصل طريقته المعروفة عنه إبداعياً في الاستفادة من علم النفس في رسم شخصياته الروائية، حيث تدور الرواية في إطار من الغموض الفني والنفسي، حين يستيقظ بطل الرواية ليجد نفسه ملقى في غرفة غريبة عنه، لا يعرف ولا يتذكر كيف وُضع فيها أو أتى إليها ، ويفاجأ ببعض الإصابات في جسده تمنعه من الوقوف، ثم يأتي إليه أحدهم ويقنعه بأنه صديقه، ليكتشف البطل فيما بعد أنه تحت التهديد من قبل شخصية مختلة نفسياً، ثم تتطور الأحداث ليجد نفسه مكلفاً بقتل إنسانة بريئة لا ذنب لها إلا جمالها وشكوك زوجها، ويمنحه أسبوعاً واحداً لينفذ جريمته، ليكتشف مع نهاية هذا الأسبوع أن هذا الغامض لم يكن إلا طبيباً يحاول معالجته من مرضه النفسي فيتقمص شخصيته طوال الرواية، ليعيد له وعيه الذي يخبره أنه هو قاتل زوجته وقريبه.
تتعقد الخيوط وتتشابك في هذه الرواية المشوّقة حتى يقوم الراوي في نهايتها بحل اللغز وفك أسراره وغموضه، بين بطلي الرواية ” بيتر وديفيد ” حيث تدور الأحداث في أمريكا، وسط أجواء يجيدها الروائي عمرو الجندي المطلع بعمق على الأدب العالمي والعارف بدقائقه واتجاهاته الفنية، الأمر الذي ساعده كثيراً في دقة تعبيره عن الحيرة الإنسانية.
ويضيف بيتر سميث: أن تعيش مع المجهول شيء سيئ للغاية، وأن تموت من أجل الحقيقة فهذه هي الحياة نفسها فإن الحقيقة لا تأتي إلاّ من خلال الألم، فكلما كان الألم عميقاً كانت الحقيقة أكثر وضوحاً “، وفي هذه الرواية عشت تفاصيل حياة قد تتكرر ولكن أن تعيش شيئاً يبدأ من النهاية فهذا شيء مختلف.
أما عمرو الجندي فيصنف العمل قائلا: الرواية تنتمي لمدرسة الأدب النفسي، حيث تعتمد على إثارة حالة من الغموض من خلال بطل الرواية الذي يكتشف وجوده في مكان لا يعرفه وتعرضه لعدة إصابات لا يتذكر ماهيتها ويكتشف أنه مهدد من قبل شخص غير متزن نفسيا ومتهم بقتل زوجته فيسعى لإثبات براءته فتقابله العديد من التحديات والأمور الغامضة التي تشبه اللغز.
وعن بداياته يقول عمرو الجندي لـ”عشرينات“: بدأت حياتي شاعراً حين صدر ديواني الأول بعنوان : ” قصة حب سرية ” عام 2009، وضم 72 قصيدة، ثم اتجهت إلى القصة القصيرة وأصدرت فيها مجموعتي الأولى ” من أجل الشيطان ” عام 2010، وفي عام 2011 صدرت الرواية الأولى ” فوجا ” التي حققت نجاحاً كبيراً، مما شجعني على إصدار روايتي الثانية في عام 2012 بعنوان ” 9 ملي ” وتابع: تأهلت للحصول على المركز الأول في الرواية في مهرجان القلم الحر للإبداع العربي عن رواية ” فوجا ” كما شاركت أيضاً في مهرجان الأدب العالمي بقصة قصيرة بعنوان ” لو لم يقتل “، و الآن أنشر قصصا قصيرة وكتابات متنوعة على صفحات العديد من الجرائد والمجلات العربية والأجنبية.
ويعد عمرو الجندي كاتبا وروائيا مصريا، وعضو اتحاد كتاب مصر.. درس الأدب الإنجليزي في جامعة ليفربول ببريطانيا، وصدرت روايته الأولى بعنوان “فوجا” عام 2011، ثم تبعتها الرواية الثانية “9 مللي” في 2012، وبعد مرور أقل من شهر على صدور الطبعة الأولى طرحت الطبعة الثانية من رواية “313” وذلك بعد نفاد الطبعة الأولى.
هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات
الوسوم313 الأدب رواية عمرو الجندي كتاب