طارق النعيمات – عمان
يتابع منيب عرابي بشغف عمل فريق التصميم والمونتاج الذي يشرف عليه في شركة “خرابيش”، بينما لا يهدأ بريده الإلكتروني الذي غص بمئات الاقتراحات التي كانت في معظمها أفكارا لرسوم كوميدية عن الثورات العربية التي هزت العالم.
عرابي الذي يتولى مسؤولية إدارة المحتوى بموقع خرابيش www.kharabeesh.com يرى بأن شركته استطاعت أن تجذب آلاف المعجبين لأنها خاطبت اهتماماتهم بنكهة كوميدية.
“أهم شيء أن نواكب الحدث، المنطقة تزخر بالمفاجآت والرغبة في التغيير تكتسح قلوب الشباب العربي، فأردنا أن نشاركهم شغفهم ولكن عن طريق الضحك والكوميديا الهادفة”، هكذا يلخص عرابي رؤية “خرابيش”.
“الريس بيهيص، نادي القذافي الليلي،خطاب القذافي باختصار، يوميات زين العابدين بن علي، بن علي في طائرة الوداع”، أبرز أعمال “خرابيش” التي اجتذبت مئات الآلاف على صفحات موقع “يوتيوب”، بينما يعكف الفريق على إعداد مزيد من أعمال الفيديو الكرتونية كثير منها يهتم بالشق السياسي.
الحرية والعفوية.
تأسست “خرابيش” بحسب عرابي عام 2008 من قبل أربعة شبان وفتاة وبدأت بثلاثة موظفين في مكتب متواضع في عمان، لكنها سرعان ما توسعت وزاد عدد كادرها، وافتتحت مكتبين تابعين لها في دبي وتونس.
“خرابيش” جزء من عائلة أكبر تسمى ThinkArabia وهي شركة تحمل أحلام الكثير من الشباب العرب ورواد الأعمال. أما اختيار اسم “خرابيش” بحسب موقع الشركة على الإنترنت جاء لأن الكلمة تحمل في معناها الحرية، العفوية وحب التجريب، ولتساهم في بناء صناعة ترفيهية عربية نابعة من ثقافتنا وحضارتنا الأصيلة تخدم مستخدمي الإنترنت في العالم العربي.
ووفقا لرؤية الشركة فإنها تضع المحتوى العربي في أعلى قائمة المحتويات على الشبكة. وتتسم أعمالها بالقصر والخفة والعفوية، وأفلامها عبارة عن تجارب مستمرة تقوم من خلالها بطرح أفكار جديدة ومواضيع لم تطرح من قبل.
ويشير عرابي إلى أن اهتمام الشركة في أعمالها شمل مختلف الميادين الاجتماعية والسياسية والتوعوية، ولكن الشق السياسي طغى مؤخرا وذلك لمواكبة الأحداث ولملامسة اهتمامات الشارع العربي.
وعن مشاريع الشركة يقول عرابي “برنامج خط أحمر يهتم بالجانب السياسي من خلال رسوم متحركة بالأسود والأبيض، وبرنامج “الإنطربرونور” يتكلم عن تأسيس الشركات وما يحتاجه ذلك من قدرات ومهارات للتغلب على التحديات، إضافة إلى برامج عديدة أخرى”.
القذافي ومبارك وبن علي
مدير الإنتاج في خرابيش صالح حباب أكد أن تفاعلا كبيرا شهدته الشركة في الفترة الأخيرة، حتى أن متطوعة شابة أخذت على عاتقها ترجمة إحدى المواد الساخرة التي صورت هروب الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي إلى اللغة الإسبانية، لأنها اقتنعت أن أعمال “خرابيش” يجب أن تصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس.
حباب يرى أن الشركة ما زالت في البدايات وأن التطوير في طريقة التعاطي والحفاظ على جودة الإنتاج الفني تحديان كبيران.
ويلفت إلى أن أعمال الشركة الأخيرة التي سخرت من خطابات العقيد معمر القذافي كانت إنجازا لافتا إذ لقيت تفاعلا منقطع النظير في ليبيا رغم الأوضاع الصعبة التي تمر بها، مفتخرا بأن “خرابيش” استطاعت رسم البسمة في قلوب الليبيين رغم الألم والدماء.
ويؤكد حباب أن الأعمال التي سخرت من الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وزين العابدين والقذافي جلبت مئات الآلاف من المعجبين بأعمال الشركة، كاشفا عن مئات الطلبات التي تتلقاها “خرابيش” للتعاون معها من قبل المتطوعين وهو ما ستتيحه الشركة من خلال ابتكار قسم مخصص لتقاسم الأفكار مع الشباب.
وعن آلية العمل، يقول حباب إن”تنفيذ المواد الكرتونية والفيلمية يتم أغلبه في مكتب العاصمة الأردنية عمان، وأن أفكارا مساندة تأتي من مكتبي الشركة في دبي وتونس”.
ويلفت إلى أن أهم شيء تحرص عليه “خرابيش” هو مواكبة الحدث أولا بأول، ويضطر أحيانا فريق العمل إلى العمل بشكل مرهق ومكثف لإنجاز المادة الفيلمية خلال يومين، ليكون العمل ابن اللحظة وليقتنص الاهتمام الكبير بالأحداث السياسية.
وعن النجاح في تقليد أصوات الرؤساء العرب وتقديمها بشكل ساخر، يلفت حباب إلى أن الأصوات يؤديها أربعة عاملين في “خرابيش” بحيث تسبقها فترة تدريب مكثفة لإتقان أصوات الرؤساء، وتجري عملية مراجعة دقيقة وحثيثة بعدها لإنجاز المادة الفيلمية.
حباب وعرابي متفائلان بالمستقبل، ويريان أن المبادرات الفردية للشباب العربي ستكون بداية النهضة الحقيقية، ولا يخفيان فخرهما بأنهما جزء من مشروع يعتبرانه نهضويا وتقدميا، بانتظار مبادرات الشباب العربي التواق للحربة والإبداع.
هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات
الوسومإعلام ثقافة صالون كوميديا