بالرغم من معاناة اليمن من كافة أشكال التدهور الثقافي، سطع قمر “ليس للكرامة جدران” كأول فيلم يمني يصل لجائزة الأوسكار العالمية، مجتازا كافة العوائق والتحديات.
“ليس للكرامة جدران” فيلم يمني وثائقي قصير تأهل ضمن ثمانية أفلام قصيرة أخرى لنيل جائزة الأوسكار، بعد أن شارك في أكثر من 20 مهرجانا عالميا ، ونال أربع جوائز لأفضل فيلم في كل من ” جائزة مهرجان الأفلام العربية ” في فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية ” وجائزة أحسن فيلم قصير ” في مهرجان الأمم المتحدة في كاليفورنيا ” وجائزة مهرجان “ادندوكس” باسكتلندا ، كما حظي بجائزة مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية.
انطلق فيلم “ليس للكرامة جدران” من منبع إنساني، ليعكس صورة من الاحتجاجات التي شهدتها الساحات اليمنية أبان الثورة الشبابية في 11 فبراير من العام 2011 وحادثة جمعة الكرامة في 18 مارس 2011 وهي القصة التي جسدها الفيلم، هكذا بدأت حديثها مخرجة الفيلم اليمنية سارة إسحاق.
وقالت إسحاق في تصريح خاص لموقع “عشرينات” بأنها كانت متواجدة في الساحات حينها شاهدت الكثير من المآسي وأعمال القمع والعنف وأنها أصرت على إيصال رسالة الشباب إلى العالم بالقدرات والمهارات التي تمتلكها وهي صناعة الأفلام.
وجاء الفيلم كدليل إدانة للمنظمات الحقوقية الدولية وإخبار العالم بما حصل من انتهاك للإنسانية في اليمن، ومدى بشاعة الإجرام الذي استخدمه النظام السابق تجاه المحتجين السلميين في الساحات، هكذا تحدثت إسحاق.
وتضيف سارة إسحاق بالقول : “الوصول لجائزة الأوسكار هو فخر إلا انه لا يعنيني الفوز بها ، بقدر ما يعنيني إيصال ما حدث في جمعة الكرامة، وأتمنى أن أكون قد تمكنت من نقل جانب مما حدث”.
ولا يختلف عنها أمين الغابري مدير التصوير بالفيلم فيقول : ترشح الفيلم لجائزة الأوسكار يعد فخرا للوطن ولكل يمني ، و أشعر بفرحة كون هدف الفريق الأول من إنتاج هذا الفيلم قد تحقق، وهو إيصال قصة ما جرى في ذلك اليوم من ناحية إنسانية للعالم وللرأي العام.
الهدف الذي جمع فريق العمل – إسحاق وعبد الرحمن وأمين – هو هدف وحيد كما قالوا بأنه : إيصال ما حدث في جمعة الكرامة للرأي العام العالمي، ولم يكن هدفنا الشهرة أو البحث عن المال، هذا الفيلم هو “ملك لشهداء الثورة ولأهالي الشهداء” حسب قولهم.
وأشاروا بأنهم شعروا بإيمان أقوى في قضيتهم ومبادئهم وأهدافهم بعد هذا اليوم، وأصبح من المستحيل العودة إلى الوراء فيما بدأنا القيام به.
ويقول أمين الغابري مدير التصوير بالفيلم : بأنه تم تصوير الفيلم على مراحل وتم جمع المادة من أكثر من مصدر وتوزعت أماكن التصوير بين ساحة التغيير بصنعاء ومنازل الضحايا وأيضا شركة “جابريز أستوديوز” بالعاصمة صنعاء لتصوير بعض المقابلات.
ويرى الغابري أن ثمة صعوبات واجهته وزملائه فقال : هناك صعوبات واجهتني وواجهة زملائي المصورين تكمن في أننا كنا نقوم بالتصوير في الوقت الذي كان يتم استهداف المصورين بشكل مباشر ولنا زملاء جرحوا وآخرين قتلوا ولكن هدفنا في توثيق الأحداث وإيصالها للعالم كان أكبر من كل تلك المخاوف والحمد لله.
ولا تختلف عنه إسحاق بمواجهة الصعوبات السابقة إلا أن هناك جزء من الصعوبات من الناحية الاجتماعية والأسرية ، كالاعتراض على نزولها الساحات وان العمل على الفيلم يطرق بقضية حساسة ومخاطرة كذلك.
وتتابع مخرجة الفيلم إسحاق حديثها حول الكيفية التي واجهوا فيها الصعوبات فتقول : طبعا لم يكن أحد يعرف بأننا نعمل فيلم ونقوم بإعداده، فربما كنا سنتعرض لخطر ما، وكانت هناك صعوبة بالتمويل وعدم القدرة المادية لإنتاج الفيلم وانه تم إنتاجه من المصاريف الشخصية للفريق .
عبد الرحمن حسين مساعد المخرج بالفيلم تحدث إلينا قائلا : لم تكن الصورة واضحة لنا لما بدأنا الفيلم كل ما أردنا فعله هو إنتاج فيلم يحكي قصة جمعة الكرامة وذلك من خلال عدسات المصورين الشباب الذين كانوا متواجدين ذالك اليوم و بعد أن التقينا بهم و بضحايا و أسر ذلك اليوم بدأت رؤية الفيلم تتشكل.
ويحكي عبد الرحمن عن فكرة البداية للفيلم فيقول : بعد انطلاق الثورة كنت أريد أن أشارك فيها من خلال عمل أفلام فأنا لم أكن سوى صانع أفلام وهذا ما كنت أجيده وأحببت أن يكون لأفلامي تأثيرا من خلال القصص الإنسانية.
ويضيف عبدالرحمن : وبعد أحداث جمعة الكرامة قررت أن أعمل فيلم فذهبت إلى صديقي أمين الذي كان متواجد ذالك اليوم في الساحة وأخذت منه بعض المواد التي صورها ، بعدها تعرفت علي سارة و أخبرتها عن الفيلم الذي أريد عمله وعرضت لها بعض المشاهد التي قمت بتجميعها ثم أخبرتني بأنها كانت تنوي عمل فيلم أيضاً وكنت اعلم أن أمين أيضاً لدية نفس الفكرة فقررنا الاجتماع والعمل سوية .
وتمنى الفريق بأن ألا يكون هذا الفيلم هو الفيلم الأخير الذي يصل إلى ترشيحات الأوسكار أو يفوز بها ، وان تصدره إلى هذا المستوى سيعمل على تحفيز وتشجيع المبدعين في اليمن و إنتاج المزيد من الإبداعات بوجه عام والأفلام والأعمال السينمائية بوجه خاص .
فيلم ” ليس للكرامة جدران ” مدته 25 دقيقة ، استغرق من الوقت لإنجازه قرابة 11 شهرا بدءاً بالتصوير في العاصمة صنعاء ثم المونتاج في كلا من صنعاء ودبي وبالتعاون مع شركة “نقطة ساخنة “.
وبحسب برنامج الجائزة، من المقرر أن يتم الإعلان عن الفائز بجائزة أوسكار الثاني من شهر مارس من العام الجاري في حفل تنظمه أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة بمدينة لوس انجلوس الأمريكية.
بسام غبر – صنعاء
هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات
الوسومKarama Has No Walls أفلام الأوسكار اليمن سينما فيلم وثائقي ليس للكرامة جدران