ارتفع منسوب القلق لدى الشاعر السوداني محمد عبد الباري منذ أن فاز بجائزة الشارقة للإبداع العربي 2013 في مجال الشعر وذلك عن ديوانه الأول “مرثية النار الأولى”.
وأوضح عبدالباري، في حوار خص به موقع عشرينات أنه قصد من كلمة “مرثية” التخلص من شكل تجربته الأولى، نافيا تلازم صفة الحزن في قصائده.
وتمنى الشاعر محمد عبد الباري الانتماء لذات الشعر فقط رافضا فكرة حصره في (سور) شعري معين.
وهذا نص الحوار :-
– حدثنا عن البدايات .. عن ذاكرة المكان والزمان ؟
– لاشيء استثنائي في بداياتي، هي ذات البدايات التي يرتكبها صبيان حينا الشعبي في وسط الرياض حيث ترعرعت، وحيث كنت أطارد أشياء كثيرة، لا تبدأ بمطاردة حلم يكبر كل يوم في العيون الصغيرة، ولا تنتهي بمطاردة كرة القدم في أزقة حينا الضيق.
– ما العوامل التي ساعدت في تكوين شاعريتك ؟
– حتى أتمكن ذات يوم من إعداد إجابة مكتملة لهذا السؤال، سأدلك على نبع واحد فقط ما برحت أمي تذكرني به، كثيرا ما تخبرني أمي أنني كنت في صغري كثير الشرود في اليقظة وكثير الهذيان في النوم، ربما تكون الشاعرية – التي تسألني عنها – مجرد تطور طبيعي لهذيان الطفولة وشرودها.
– لمن يقرأ محمد عبدالباري بشكل عام ومن الشعر بشكل خاص ؟
– اقرأ في كل شيء، (هذه العبارة لا علاقة لها بالادعاء، هي فقط موجز لحالة التشتت المعرفي التي ابتليت بها منذ زمن). والجملة آنفة الذكر تنطبق أيضا على قراءاتي الشعرية.
– غيوم الحزن حاضرة بكثافة لدرجة أنك اتخذتها عنوانا لديوانك .. لماذا ؟
– لا أعتقد أنني من المصابين بمتلازمة (الشعر/ الحزن) ، وأعتقد أن هذا التصور الفادح (الرومانتيكية) تم تجاوزه منذ زمن. الشعر هو الحياة بكل ما فيها، ولفظة ( المرثية) في عنوان الديوان ربما تشي بدلالة التخلص من شكل تجربتي الأولى، حين تكتب مرثية أنت في الحقيقة تستعد لتكمل طريقك، لذا أبلغ الرثاء ما لم نجرؤ على قوله أو كتابته أو التفكير فيه أحيانا.
– الفلسفة أيضا حاضرة .. هل هي مقصودة ؟
– هي اهتمام من اهتماماتي، ولا أعرف إن كانت واضحة كل هذا الوضوح في تجربتي، الذي أعرفه فقط أنني لم أتعمد يوما جر الفلسفة بأشجارها الضخمة القديمة لأدخلها في وردة الشعر .
– هل لديك طقوس معينة للكتابة؟
– الطقس الوحيد الذي أداوم عليه هو ( اللاطقس).
– ماذا شكل لك الفوز بجائزة الشارقة للإبداع العربي ؟
– لم تفعل أكثر من رفع منسوب القلق لدي .. القلق من القادم.
– إلى أي مدارس الشعر يصنف محمد عبد الباري نفسه؟
– أود أن أنتمي إلى الشعر ذاته ولو للحظة واحدة، بالنسبة لسؤال المدرسة لست مهموما به أبدا، وأتمنى أن لا تسجنني أي مدرسة. أول ما نلمحه في كل مدرسة هو السور .. والسور ضد الشعر.
– هل لدى زرقاء اليمامة نبوءة جديدة ؟
– الاتصالات بيني وبين الزرقاء انقطعت منذ فترة طويلة ، منذ أن قلت للناس ما لم تقله هي.
– بما أنك شاعر ” عشريني ” ماذا تقول لـ ” عشرينات ” ؟
– أتمنى لعشرينات أن يظل خارج سطوة الزمن، كي يصبح عشرينيا أبدا، ويحسد للناس فكرتهم الخرافية عن “الشباب الدائم”.
هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات
الوسومديوان زرقاء اليمامة قصيدة محمد عبدالباري مرثية النار الأولى