متى يبحث عنك رب العمل ؟

متى يبحث عنك رب العمل ؟

إن من أكثر ما يؤلمني هو ما أشاهده في كثير من السير الذاتية لطالبي ولطالبات العمل من تشابه شديد إلى درجة أنه يمكن أن تغير اسم صاحب السيرة الذاتية ولن تتغير السيرة الذاتية كثيرًا، فأتساءل : كيف يتوقع طالب العمل أن يحصل على عمل بأجر مجزٍ وهو يخالف قانون الندرة الذي وضعه الله في الحياة ؟!

إن سوق العمل مثل كل سوق في الدنيا يخضع لقانون العرض والطلب؛ ولذا فإن أكثر ما ينفعك في الحصول على العائد المالي أو المعنوي الذي تريد في هذا السوق هو: أن تبحث عن مواطن الخلل أو النقص عند صاحب عمل يعاني منها، وليس من السهل عليه أن يجد من يحسن التعامل معها أو يسدها، ولديك أنت القدرة على حسن التعامل معها أو سدها، ومن ثمَّ تقدم نفسك كحل ناجع لمشكلة صاحب العمل تلك.

عندئذ ستجد كل التقدير والاحترام المادي والمعنوي من رب العمل ولن تسمع منه “ليس لدينا وظائف شاغرة”، فعندما يكون لديك ما يظن رب العمل أنه يحتاجه ليحقق أهدافه، فسيسعى هو للبحث عنك وليس العكس.

والخلاصة أن العامل يحصل على أجره ،بناءً على ما يقدَّم من جهد في سبيل تحقيق أهداف رب العمل؛ من خلال حل المشكلات وتذليل العقبات التي تعترض رب العمل في الوصول إلى أهدافه.

ولو نظرنا في عالم الوظائف والأعمال، لوجدنا أن الوصف الغالب أن ما يحصل عليه العامل من أجر ومنافع وميزات يتناسب طرديًا مع جودة وندرة جهده المقدم، فما يدفع للعامل الماهر المتقن أكثر مما يدفع للعامل غير الماهر، وما يدفع للعامل صاحب التخصص النادر أو المعرفة النادرة أكثر مما يدفع لعامل يمكن أن يقوم بعمله أي أحد غيره.

 

المهندس سلمان الشمراني – مستشار هندسة الأعمال والتنمية البشرية

هذه المواد من أرشيف محتوي موقع عشرينات